أتهاون في أداء الصلاة فأعينوني على نفسي!

2015-09-30 02:05:08 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي أني لا ألتزم بالصلاة، أقيم فروضا وأتأخر عن أخرى، وأترك أخرى، وفي كل مرة أتوب وأعقد النية على الالتزام الصلاة، ولكن أعود وأتكاسل وأتهاون وأتركها، أعترف بذنبي، وأشعر بعظمته، لكن أجد صعوبة في مجاهدة نفسي، أرجو منكم نصيحتي وإرشادي إلى ما يعينني على الالتزام بصلاتي.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شمس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخت الفاضلة: أهلاً بك في موقعك إسلام ويب، وإنَّا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

بخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه فإنَّنا نحبُّ أن نجيبك من خلال ما يلي:
من المعلوم –أختنا- أن لكل ظاهرة أسبابا تدفع إليها، وظاهرة عدم إقبالك على الصلاة لها بالتأكيد أسباب أوصلت إلى ذلك، وحتى يعم الخير عليك؛ لا بد من إزالتها من حياتك، ونحن هنا نستعرض لك بعضا منها:
1-الوقوع في المعاصي، وخاصة صغائر الذنوب، قال تعالى: {وما أصابكم من مصيبةٍ فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}، وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إياكم ومحقرات الذنوب، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه).

2- الإسراف في المباحات؛ لأنه يعوِّد النفس على الراحة والكسل والخمول، وبالتالي ترك الطاعات أو عدم فعلها بالشكل والكيفية المطلوبة، فينشأ في النفس حبٌّ لهذه المباحات، واستثقالٌ للطاعات، وعدم صبرٍ على أدائها، يقول المولى عز وجل: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنّه لا يحب المسرفين}.

3- صحبة أصحاب المعاصي أو المسرفين في تعاطي المباحات؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل) فمتى ما صاحبت أهل المعصية، فإما أن تقعي معهم فيها، وإما أن ترينهم يفعلونها ولا تنكرين عليهم؛ وكلاهما منكرٌ ويؤدي إلى الفتور.
4- ضعف التفكير في الموت وأمور الآخرة؛ لأنها ترقق القلب، ومن ذلك زيارة القبور، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (إني نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإن فيها عبرة) رواه أحمد، وفي رواية: (كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروا القبور؛ فإنها تزهّد في الدنيا، وتذكّر الآخرة) فتذكّر الموت والآخرة يجعل الإنسان دائمًا في شعورٍ حيٍ، واتصالٍ وثيقٍ بالله؛ لأنه يستقر في وجدانه أنه مهما طال عليه العمر، فإنه ملاق ربه -عز وجل- وعدم تذكّر الموت والآخرة يؤدّي إلى نسيان الهدف من الحياة، وبالتالي إلى الفتور والكسل والدعة.

هذه هي أهم الأسباب باختصار، ونرجو منك عرض هذه الأسباب عليك والتفكير فيها جيدا.

نحن ننصحك -أختنا الكريمة- بما يلي:
1- اجتهدي أن تبدئي الصلاة بشحن النفس جيدا، مستحضرة الآيات والأحاديث التي تقوي عزمك وتعينك على الأداء خاشعة لله محتسبة الأجر، ومن تلك الآيات:
- {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين}.
- {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة على إلا الخاشعين}.
- {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين}.
- {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا}.
- {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون}.

- قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟) قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: (فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله بهن الخطايا).

- قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر).
- وقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة).
اكتبي هذه الأحاديث، ومن قبلها الآيات في ورقة، أو علقيها على الحائط أمامك، وداومي النظر إليها.

2- استحضري كذلك نعيم أهل الجنة وجحيم العصاة من أهل النار؛ كلما دعتك نفسك إلى التكاسل.

3- احرصي على أن تقرئي في سير أهل العلم والصلاح، وكيف عبادتهم لله، خذي كتاب (علو الهمة) للدكتور محمد بن إسماعيل -مثلا- وكتاب: (الإيمان أولا، فكيف نبدأ به). وكتاب (سير أعلام النبلاء) للذهبي ، وكتاب (رهبان الليل) لحسين عفاني، هذه الكتب ستفتح لك آفاقا رحبة، وتحبب إليك الصلاة.

4- اعلمي -أختنا الفاضلة- أنه لا عقوبة إلا بذنب، فأكثري من الاستغفار والتسبيح والذكر، فإن هذه من أعمال اللسان التي لا تتطلّب وقتًا مخصصًا لها، ولكنها تفيد في صفاء القلب وخلوه من المعاصي والذنوب، فيمكن الإكثار منها في المواصلات، وقبل النوم، وفي كل حال.

رابعا: افرضي على نفسك عقوبة إيجابية لكل فرض تكاسلت عنه، المهم أن تكون عقوبة رادعة ومتحملة، فلا ترهقي نفسك بعقوبة تقصم الظهر، ولا تجعليها هينة تعتادي عليها.

نسأل الله أن يوفقك لكل خير، والله الموفق.

www.islamweb.net