نويت الزواج ولكن أمي ترفض لأسباب واهية، ماذا أفعل؟
2015-09-28 17:37:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري 23 عاما، أعمل مهندسا بشركة كبيرة، ومرتبي جيد جدا -الحمد لله- ولدي شقة جاهزة وسيارة.
نويت الزواج؛ لأعف نفسي، ولكني فوجئت برد أمي أني ما زلت صغيرا، وعلي الانتظار لعام أو عامين، وأيضا مراعاة لأقاربي الشباب -من نفس سني- حيث ظروفهم المادية صعبة، ولن يمكنهم الزواج قبل عدة أعوام. ماذا أفعل؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، واحمد من وفقك وأصلح لك الأحوال، وعجل بطلب الحلال، ونسأل الله أن يحقق لنا ولك وللشباب الآمال، وأن يعيننا جميعا على طاعته، إنه الكريم المتعال.
في الزواج المبكر الخير الكثير، وأرجو أن تحاور والدتك في هدوء، وتؤمن مخاوفها، وتتعرف على الأسباب الحقيقية لرفضها، ونسأل الله أن يرزقك برها.
أما كونك صغيرا، فأنت صغير في عين والدتك، لكنك -ولله الحمد- كبير بنجاحاتك، وكبير برغبتك في العفاف، ونحن في زمان الفتن، وهنيئا لمن يعف نفسه عن الحرام، ومن يتزوج فإنه يستكمل نصف دينه، وعليه أن يتقي الله في النصف الآخر.
وليس في زواجك إضرار بالشباب من أقاربك، بل فيه تشجيع لهم على السعي من أجل الحلال، ونتمنى أن يكون زواجك بسيطا متواضعا؛ ليكون فيه تشجيع لهم، ولا مانع من أن تعين طلاب العفاف من أقاربك بعد أن تتزوج، وكم تمنينا أن يدرك الشباب والناس أن الأصل في الزواج هو السهولة والتيسير، ولو كانت المغالاة والمبالغات في المهر والتكاليف مكرمة؛ لسبقنا إليها رسولنا والكرام، والمتأمل في سيرهم وهديهم يلاحظ أن رسولنا زوّج بعض أصحابه بخاتم الحديد، وزوّج بعضهم بما يحفظ من كتاب الله المجيد.
وربنا العظيم يعين من يلتمس العفاف، وهو الذي قال في كتابه للأولياء، وقيادات المجتمعات: {وأنكحوا الأيامى منكم...} وكأن قائلا وقف ليقول: من أين المال؟ فتأتي الإجابة من الله الغني: {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله} وصدق السلف بما جاء عن الله، فكان قائلهم يقول: (التمسوا الغنى في النكاح)، والمتأمل يلاحظ أن العلاقة وثيقة بين النكاح والغنى، وذلك لأن (طعام الاثنين يكفي الأربعة)، ولأن الزوجة والأطفال كل منهم يأتي برزقه الذي قدره له الرزاق، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (وهل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم) بالإضافة إلى شعور المتزوج بالمسؤولية؛ فيحمله ذلك للبحث عن عمل، وتدفعه المسؤولية لمعرفة قيمة الأموال، وضرورة الاقتصاد فيها، والمحافظة عليها؛ فيدبر، والتدبير -كما قيل-: نصف المعيشة، وما عال من اقتصد.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بالمضي في مشروع الزواج، وقل لوالدتك: أريد أن تفرحي بأطفالي، وأتمنى أن أتشرف أنا وزوجتي وأطفالي بخدمتك، وإسعادك. واطلب منها الدعاء، وحافظ على أذكار الصباح والمساء، ونسأل الله أن يحفظك والوالدة، وأن يسدد خطاكما.
سعدنا بتواصلك، ونشرف بإشراكنا في إقناع الوالدة، ونأمل أن تجد في الأخوال والخالات من يساعدك في إقناع الوالدة، وننصحكم باختيار الفتاة التي تميل إليها لدينها وأخلاقها، ومن سعادتك أن تكون مرضية عند الوالدة؛ حتى توفق في الوفاء للوالدة، والقيام بحق زوجتك، ونوصيك بزيادة البر لوالدتك، واعلم أن في الأمهات من تخاف من مجيء زوجة تأخذ منها فلذة كبدها، ولكن العقلاء الفضلاء يزيدون من برهم لأمهاتهم بعد الزواج، ويختارون المرأة التي تعتبر أم الزوج أما وصاحبة فضل، وعلى الزوج أن يبالغ في إكرام زوجته؛ عندما تقدر والدته، وتجتهد في إكرامها، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟
وفقك الله، وسدد خطاك، وأسعدك، وقدر لك الخير وأرضاك به، ونكرر لك الشكر، ونسأل الله أن يعينك على إقناع الوالدة، وأن يرزقك الزوجة الصالحة والذرية الصالحة.