أشكو من القلق والوساوس والهلاوس بعد ولادتي فهل هذا هو الذهان؟
2015-10-04 06:16:05 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الجميل، وجعله الله عونا لكل المسلمين.
أكتب لكم وأنا في غاية الإرهاق والألم بسبب ما أعانيه، وضعت طفلتي منذ شهرين ونصف، وكنت أشعر بالخوف من الولادة القيصرية والبنج، وأعتقد بأنني سأموت أثناء العملية أو بسبب البنج، وكنت متخوفة من ظهور طفلتي مشوهة بسبب تناولي للأدوية بشكل خاطئ أثناء أشهر الحمل، بعد الولادة -وبفضل الله-خرجت أنا وابنتي في أتم الصحة والعافية، ولكن آلام الولادة والعملية سببت لي الإحباط الشديد، وعند عودتي إلى المنزل ارتفعت حرارتي، وكنت أظن السبب حمى النفاس، فتناولت خافضا للحرارة، وذهبت إلى النوم وتركت الوساوس كلها.
بعد الولادة بثلاثة أيام بدأت معاناتي الحقيقية، حينما كنت أرضع طفلتي وبشكل مفاجئ شعرت بالخفقان في قلبي مع الدوار، إحساس يشبه سكرات الموت، ظننت بأنني سوف أموت، وفي الليلة نفسها شعرت بصداع يشبه النقر والضغط على رأسي، أصبح هذا الصداع يلازمني دائماً، وأنا في طريقي لعمل التحاليل، وبشكل مفاجئ في الشارع راودتني الحالة، فبدأت بالصراخ والاستنجاد والشهادة، وكنت أعتقد بأنني أحتضر.
أجريت الفحوصات للقلب والدماغ والصدر والدم، فكانت النتيجة بأنني أعاني من نقص الأنيميا ونقص الحديد، رغم أن مستوى الهيموجلوبين جيد.
بحثت في الإنترنت ووجدت تشخيص حالتي، فأنا أعاني من الهلع والقلق، واختلال الآنية والذي ازداد بشدة بعد النوبة الأخيرة لأنها كانت قوية، لقد أصبت باختلال الآنية منذ سنتين، وذهبت إلى الطبيب النفسي، وأعطاني عقار (سيروكسيت 25 سي ار)، وعقار (تجريتول)، وعقار (ستلاسيل)، استمرت الحالة لمدة شهرين ونصف، ثم قلت، وعندما بدأت العمل تلاشت تماما، وأصبحت تراودني على فترات مع الإجهاد، لكنها لا تستمر سوى دقائق معدودة، عاودتني من جديد، وأصبحت أخشاها كثيراً، رغم أنني تمكنت من تخطيتها في السابق، قمت الآن بشراء عقار (سيروكسيت 20 مجم)، وبدأت أتناول نصف حبة لمدة أسبوع في البداية، ثم ازدادت أعراض الهلع فرفعت الجرعة، حبة كل يوم، وشعرت بتحسن طفيف ثم انتكست مرة أخرى.
وأشكو من الوساوس، وأشعر بأنني سوف أجن أو أفقد زمام الأمور وأهمل رضيعتي، وأعانى من حالة غريبة تشبه التوهان، وفي بعض الأوقات أركز في أركان البيت وأشعر بأنني في مكان لا أعرفه، وأخاف كثيرا وأبكي، فهل هذا بسبب اختلال الآنية أم هو مرض آخر؟ لا أستطيع التركيز أو التذكر، أنسى بشكل دائم، وحينما أصحو من النوم وأفتح عيني أرى الصور مهزوزة ومتداخلة، أشعر بالفزع وبأنني سأصاب بالعمى، وأرى هلوسات بصرية، وكأنني مصابة بالذهان، فهل هذا هو الذهان حقا؟ عندما أدخل في مكان ضوؤه خافت أشعر بأنني لا أرى بشكل واضح، كأن هناك غشاوة على عيني، فهل والقلق والوساوس تسبب هذه الغشاوة؟ وأشكو من ألم وشد عضلات الرقبة والفك، وأشعر بألم شديد في فكي وأمام أذني، علماً أنني وقعت على وجهي قبل العملية بثلاثة أيام، ولدي ضغط على الصدغين منذ ذلك الوقت.
أفيدونى فأنا متعبة ومحطمة جدا، أحاول أن أستفيق من كل ما أنا فيه، لكنني أفشل، علما بأنني مغتربة مع زوجي، ولا أستطيع الذهاب إلى الدكتور النفسي لأن زوجي لا يساندني، ويعتقد بأنني متعبة نفسيا فقط، ولو أنني نويت العمل وأنا في هذه الحالة سأتمكن أم لا؟ وهل عقار (سيروكسات) جيد، أم أنني أحتاج لرفع الجرعة، أم أنني بحاجة لتناول عقار آخر معه؟ علما أنني أعاني من الومضات التي تأتي في عيني وتذهب، فهل الدواء هو السبب؟ فقد فحصت قاع العين وكل الأمور جيدة، أرجوكم ساعدوني.
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحالة التي تعانين منها بالفعل هي حالة هلع وهرع ومخاوف، وهذه الحالات خاصة حين تكون في مرحلة النُّفاس، تكون مرتبطة بشيءٍ من الاكتئاب النفسي، ولا أرى أنك تعانين من حالة ذُهانية، أما الوساوس البسيطة فهي جزء من حالة القلق والتوتر والهرع.
أنا ليس واضحًا لديَّ في أي مراحل النُّفاس أنت الآن، لأنك إذا كنت ترضعين الصغيرة (الطفلة) فهنالك إشكالية في تناول الأدوية، بالرغم من أن (زيروكسات Seroxat) بجرعات صغيرة يُقال أنه لا يؤثِّر على الطفل، لكن لا بد أن تكون هنالك محاذير.
عمومًا إذا كان عمر الطفلة أكثر من ثلاثة أشهر فلا مانع من أن تتناولي الزيروكسات بجرعة نصف حبة (عشرة مليجرام) يوميًا لمدة شهرين، ثم اجعليها حبة كاملة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم توقفي عن تناول الدواء.
الدواء مفيد، دواء ممتاز، يُعالج مثل هذه الحالات بصورة فعّالة.
وأنا أرى أن الذهاب إلى طبيبة المركز الصحي سيكون مفيدًا بالنسبة لك، لتطمئني، ولتقومي بقياس الضغط والسكر، وتُجري الفحوصات العامة، وتحكي للطبيبة ما تعانين منه، وأعتقد ما تجدينه من توجيهٍ وإرشاد ورعاية سوف يكون له أثر إيجابي عليك، لكن من وجهة نظري أن الحالة بسيطة، فلا توسوسي حولها، واهتمِّي بطفلتك، وعيشي حياتك بصورة طبيعية.
هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.