الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ منصور السايح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخِي: وسوسة افتقاد النوم -أو عدم القدرة على الدخول في النوم- حالة معروفة وإن كانت نادرة بعض الشيء، فالأشخاص الذين لديهم دوافع وانفعالات قلقية شديدة - خاصة ما يُعرف بالقلق التوقعي أو القلق الافتراضي - تجد لديهم هذه العلِّة، وأنت كما ذكرتَ وتفضلت تعاني من هذا الأمر في أيام الدراسة.
أيهَا الفاضل الكريم: الأمر لا يدعو إلى التفكير في الانتحار، الأمر في غاية البساطة، النوم حاجة بيولوجية، وكل المخلوقات تنام بطريقةٍ أو بأخرى، النوم يعتمد على الجهاز الفسيولوجي والهرموني والموصلات العصبية وكهرباء الدماغ والحالة النفسية للإنسان كوضعً عام.
إذًا هذه الفعاليات حين تتناسق مع بعضها البعض يأتي النوم، والنوم آتٍ -إن شاء الله تعالى- أقول لك: لا توسوس حياله أبدًا، احرص كثيرًا على أذكار النوم، وأرجو أن ترجع لكتاب الإمام النووي لتطلع على كتاب (الأذكار) وتدرس أذكار النوم، وتُطبق ذلك بقناعة ويقين وامتياز.
الأمر الآخر: عليك بالتمارين الاسترخائية، أريدك أن تُدرِّب نفسك على الاسترخاء بكثافة، والاسترخاء قبل النوم على وجه الخصوص مفيد جدًّا، ارجع لاستشارة بموقعنا إسلام ويب، والتي تحت رقم (
2136015)، وسوف تجد فيها الكثير من التوجيهات حول كيفية استرخاء الجسد، وكذلك استرخاء النفس.
بقي أن أقول لك - أخِي الكريم - حين تذهب إلى الفراش ولا يأتيك النوم: انهض واجلس على كرسي، واقرأ في شيءٍ، القراءة في هذه الأوقات جيدة، وبعد ذلك سوف تحسّ أن النوم بدأ يسري فيك ويدعوك لأن تنام، وهنا اذهب إلى الفراش واقرأ الأذكار مرة أخرى، وتوكل على الله ونم.
العلاج الدوائي: أنا أرى أن الـ (أنفرانيل Anafranil) هو الأفضل، وليس الـ (باروكستين Paroxetine) أو الـ (دوجماتيل Dogmatil) هما الأفضل، الأنفرانيل والذي يعرف علميًا باسم (كلومبرامين Clomipramine) هو دواء أصلاً مضاد للقلق ومضاد للوساوس، ومُحسِّنٌ للمزاج، ويزيل الخوف، وله خاصية أنه يساعد في النوم، فهو الدواء الذي أراه أفضل، له آثار جانبية بسيطة جدًّا، منها الشعور بالجفاف في الفم في الأيام الأولى للعلاج، وربما يسبب أيضًا إمساكًا بسيطًا لبعض الناس في بداية العلاج، كما قد يؤخِّر الإنزال المنوي لدى المتزوجين عند المعاشرة الزوجية، لكن لا يؤدي أو ينتج عنه أي خللٍ فيما يخصّ الصحة الإنجابية أو ذكورية الرجل.
الجرعة التي تتطلبها حالتك هي جرعة بسيطة، تتناول خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً، حوالي الساعة الثامنة مساءً، تستمر عليها لمدة أسبوعين، ثم تجعلها خمسين مليجرامًا، وهذه تستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم تجعلها خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة ستة أشهر أخرى، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله تعالى لك نومًا هنيئًا.