الحد الفاصل بين الوسواس القهري والفصام
2004-11-20 04:16:50 | إسلام ويب
السؤال:
هل هناك نوع من الفصام يطلق عليه الفصام البسيط، يمثله درجة عالية من الوساوس تدخل المريض في نوبة عميقة من التفكير المرهق، ويكون العلاج بحيث يصب في اتجاه الشخصية الأصل، أم أنه الوسواس القهري المعتاد ويظل الفصام بكافة درجاته مرض ذهاني لا يشعر معه المريض بكونه مريضاً؟ وما هو الحد الفاصل بين الوسواس القهري والفصام؟
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ع.م حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نعم، يوجد نوع من الفصام يعرف بالفصام البسيط، وسمي بسيطاً لأنه لا توجد به هلاوس أو ضلالات، كما يحدث في بعض أنواع الفصام الأخرى، ومن أهم علامات وصفات الفصام البسيط ظهور التدهور الاجتماعي لدى الشخص المصاب بهذا المرض، ويتمثل ذلك في ضعف التواصل الاجتماعي، والانزواء، وعدم الاهتمام بالمظهر، أو الواجبات الاجتماعية، مع تدهور واضح في الأداء الوظيفي، أو التعليم والواجبات الأسرية أو الزوجية، كما أن الشخص المصاب بمثل هذه الحالة ربما تنتابه بعض الأفكار الغير منطقية والخيالية بعض الشيء، وقد يسترسل في أحلام اليقظة، ولكن هذه التغيرات لا تصل مطلقاً إلى درجة اضطراب الأفكار الذي نشاهده في الفصام الاضطهادي مثلاً.
لا توجد علاقة مباشرة بين مرض الفصام والوساوس القهرية، وقد اختلط هذا الأمر على الكثيرين، حتى بعض مدارس الطب النفسي في المراحل الأولى، لكن لا بد من الإشارة إلى أن الشخص المريض يمكن أن يصاب بمرض الفصام البسيط، وفي نفس الوقت تكون هنالك أعراض وسواسية مصاحبة.
الفرق كبير بين الفصام والوساوس القهرية، حيث إن الفصام مرض ذهاني (عقلي) تضطرب فيه الأفكار والعواطف والسلوك، ويكون الشخص غير مرتبط بالواقع، وحكمه على الأشياء غير صحيح في كثيرٍ من الأحيان، ولا يرى نفسه بأنه مريض، بمعنى أن هنالك افتقاداً للبصيرة يتفاوت في درجته من شخصٍ لآخر.
أما الوسواس القهري فهو مرض عصابي (عصبي) تتسلط فيه على الشخص المريض أفكار أو هواجس أو مخاوف أو شكوك، أو يقوم بعمل واتباع طقوس معينة يكون متوعياً تماماً سخافتها، وتسبب له القلق، خاصة حين يحاول مقاومتها.
وأخيراً أود أن أوضح لك أنه في السنين الأخيرة ظهر تشخيص يُعرف بالفصام الوسواسي، أو الوسواس الفصامي، تتداخل فيه أعراض المرضين، ولكن هذا التشخيص لم يتم اعتماده حتى الآن في الدوريات العالمية المعتمدة، ولا زالت البحوث جارية في هذا السياق.
وبالله التوفيق.