أعاني من تسارع نبضات قلبي وكثرة تبول وشحوب وتعرق
2015-10-15 03:19:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
دكتور/ محمد عبد العليم
تحية طيبة، وبعد:
منذ عدة أشهر حدث لي أمر، ووجدت نبضات قلبي تزداد، ومع كثرة التبول وشحوب وتعرق في الجسم، واضطراب وشعور بأن روحي تقبض.
ذهبت إلى الطوارئ وكشف علي الطبيب، وأخبرني أن قلبي سليم، وأعطاني دواء تحت اللسان، ومن ثم بدأ قلبي بالهدوء، ونصحني بشرب الكركديه لارتفاع ضغطي 160-90 بدأ الأمر منذ ذلك اليوم بألم، والشعور أني أموت والخوف، لا أراكم الله هذا.
ذهبت إلى طبيب القلب أجرى لي الفحوصات والتحاليل ورسم قلب، وأخبرني أني الحمد لله بخير، وأعطاني اندرال 10 ثلاثة أيام، وتحسن الوضع قليلاً.
ذهبت للطبيب مرة أخرى وأخبرني أن الأمر نفسي ولا داعي للقلق، لربما أني أفكر في أمر أقلقني وسأتحسن إن شاء الله.
حدث لي هذا الأمر مرة أخرى أثناء جلوسي مع بعض الأصدقاء، وهذه المرة كأن موجة تهز جسمي تأتي من أول القدم إلى الرأس، والشعور بقبضة وألم في الصدر، خاصة الشمال.
ذهبت لطبيب آخر أثق به، وأخبرني أني مصاب بالقولون العصبي، وأني مصاب بالتوتر والقلق، وأعطاني أدوية منظمة لحركة الأمعاء، ودواء يساعد على النوم، مع الاستمرار على اندرال مدى الحياة، صراحة لم أتناول اندرال إلا مرتين منذ المرة الأول التي نصحني به طبيب القلب.
استمررت على الدواء دون الاندرال، ودون الدواء المساعد على النوم لعدم وجود صعوبة بالنوم.
تكرر الأمر مع محاولة التجاهل، والبحث على الانترنت، ومن خلال موقعكم الكريم، والإجابة على بعض الحالات المشابهة، هداني الله لاستشارتكم في الأمر.
ذهبت إلى طبيب باطني مشهور، قمت بالكشف عنده للشكوى من ألم في المنطقة اليسرى من البطن، من أول مفصل الكتف إلى أسفل السرة قليلاً، مع كثرة الغازات، وأخبرني أني مصاب بالقولون العصبي، وأعطاني جاست-ريج200 دوجماتيل 50 ايزوجاست40.
الحمد لله، ارتحت وأحسست بالهدوء في جسدي، وقبل زيارة الطبيب بيومين أصيبت بنوبة من نوبات القلق التي كانت تأتيني من قبل، وهدأت حين تعاطيت كبسولاً من دوجماتيل.
شرحت الأمر للطبيب وأخبرني أن القولون والحموضة -الحمد لله- ذهبوا، ولكن الشعور غير المريح الموجود في أسفل الرقبة مع المريء لا زال موجوداً، وكأن بها سيخاً من حديد، وأخبرني أن الأمر نفسي، وأن أستمر على دوجماتيل لمدة شهرين، قرص صباحاً ومساء، وأتناوله عند اللزوم.
أنا على هذه الحالة منذ ذلك الحين، أحاول أن أخفف من حدة التوتر والقلق بالتفكير في أمور أخرى، والتفكير بإيجابية وكثرة التبسم في وجه الآخرين، لكن الألم الموجود والشعور بالقبض والإحساس بالموت والشعور وكأن الدنيا رمادية اللون، وضعف النظر، وأني بانتظار لحظة توقف قلبي، أمور موجودة.
بدأت أستيقظ من النوم على نبضات قلبي وأشعر وكأني كنت أجري، وقلبي يحاول أن يهدأ فينتج عنه نبضه قوية تشعر بها (عند ممارسة رياضة أو جري أو ما شبهه، ولا أشعر بتعب في قلبي) وما زلت أشعر بعدم الراحة والشعور بالتعب ومع تزايد، وكثرة النوم، وتوقفت عن تناول دوجماتيل تماماً.
شكراً لسعة صدوركم، وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك على ثقتك في إسلام ويب وفي شخصك الضعيف.
أخِي الكريم: أرجو أن تطمئن، وأقول لك: إن القلق بالفعل قد لعب دورًا أساسيًا في أعراضك الجسدية.
الرغبة في كثرة التبول، أعراض القولون العصبي، كل ذلك حقيقة ناتج عن القلق، ويُعرف أن التوتر يؤدي إلى توترات عضلية، وهنالك عضلات في الجسم تكون أكثر تأثُّرًا، منها عضلات القفص الصدري وكذلك البطن، خاصة في الجهة اليسرى، عضلات الرقبة، عضلات الرأس، أسفل الظهر.
هذه كلها تتأثَّر، وكلمة القولون العصبي هي تشخيص شائع، ويُقصد به القولون العُصابي، يعني أن التوتر والقلق قد لعب دورًا في ذلك.
أيها الفاضل الكريم: أنا أريدك أن تتجاهل هذه الأعراض، هذا هو خط العلاج الأول، ويجب أن تثق في كلماتي أن الذي بك أمرٌ بسيط، وأنت لا تعاني من مرض عضوي، ولا تُعاني حتى من مرض نفسي، هي مجرد ظاهرة، نعتبرها نفسوجسدية سيكوسوماتية، والتجاهل علاج أصيل، والتجاهل يمكن الوصول إليه إذا صرف الإنسان انتباهه لما هو أهم، من خلال إحسان إدارة الوقت، هذا أمرٌ مهمٌ جدًّا، وعليك بالرياضة والحرص عليها، ولا تجد لنفسك عُذرًا أبدًا في التوقف عن الرياضة، وما تحسُّ به من نبضة قوية عند ممارسة الرياضة هي ظاهرة صحيَّة، قلبك أصبح أكثر قوة على ضخ الدم.
أخِي الكريم: أرجو أن تلتزم بممارسة الرياضة، فنفعها عظيم، ونفعها كبير جدًّا.
النوم يجب أن تقاومه في أثناء النهار، وكما ذكرتُ لك سلفًا: الانخراط في الأنشطة والبرامج الحياتية وحسن إدارة الوقت قطعًا سوف تُغنيك عن النوم بالنهار، النوم يتصيد الناس من خلال الفراغ الذهني والزمني والتكاسل، والنوم الليلي هو الأفضل، خاصة إذا كان مبكرًا، ليستيقظ الإنسان مبكرًا ويؤدي صلاة الفجر، ويا لها من بداية عظيمة لليوم، تجد أن هنالك انسيابية في مشاعرك، تجد أن هنالك أريحية في أفكارك، تجد أنك بالفعل أصبحت إنسانًا مُنتجًا ونافعًا لنفسك ولغيرك.
هذا هو الذي أريده لك، وأعتقد من ناحية الأدوية: أنت لا تحتاج إلَّا لعقار يعرف باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol) تتناوله بجرعة حبة واحدة صباحًا لمدة أسبوع، ثم تجعلها حبة صباحًا ومساءً يوميًا لمدة شهرين، ثم حبة في الصباح لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله.
هو دواء رائع جدًّا لعلاج القلق، وفي ذات الوقت لا يُسبب الإدمان، ولا يؤدي أبدًا إلى الشعور بالخمول والتكاسل، على العكس تمامًا ربما يُجدد من طاقاتك.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.