كنت أحافظ على صلاتي وعباداتي ثم تركت، ما نصيحتكم لي؟
2016-01-19 03:32:19 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
كنت فتاة مسالمة، وأحافظ على صلاتي وعبادتي، ولكن الآن أصبح عمري (٢١) عاما، ومنذ عمر (١٨) وأنا في حالة غريبة؛ لا أطيق الناس، وأكره الاقتراب منهم، دائما أشعر بالوحدة، وأرى قصصا في خيالي، وأعيشها، وأرسم حياة ليست موجودة، ولم أعد أصلي، وحاولت كثيرا العودة للصلاة لكني أعود وأتركها، ولم أترك طريقة إلا واستخدمتها، لكن دون جدوى، حتى حفظ القرآن تركته، وحاولت كثيرا، ولست مرتاحة لوضعي، ودائماً أشعر بالاكتئاب، وأدعو الله كثيرا، لكني دائما أشعر بالذنب والتقصير.
ماذا أفعل؟ أريد أن أعود كما كنت، أحب الحياة، وقريبة من الله، انصحوني، أرجوكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رنا حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
1- الوحدة والعزلة فيها مخاطر كثيرة على الإنسان، فالشخص يتكاسل عن أداء الأعمال والعبادات إن كان منفردا، وأما مع غيره فينشط، فالأقوى يأخذ بيد الضعيف والأضعف، والعالم يأخذ بيد الأقل علما، والقريب من الله يأخذ بيد البعيد والأبعد، فمع الجماعة يُتقى الزلل، ويكون التعاون والتحفيز والمداومة والانضباط، والجماعة تعطيك تحصينا وحماسا، وروحا عالية، وتأتيك أحوال وتألق ليس منك، بل من المجموع، ولهذا قال ربنا -جل وعز-: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} فالمسارعة والمسابقة لا تكون إلا جماعية، ولا تكون لشخص واحد بمفرده، ولذا يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ وَهُوَ مِنَ الاثْنَيْنِ أَبْعَدُ مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الْجَمَاعَةَ مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَذَلِكُمُ الْمُؤْمِنُ) وتدبري قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ وَهُوَ مِنَ الاثْنَيْنِ أَبْعَدُ) يعني أنه كلما كان الفرد مع عدد أكبر من الناس؛ كان الشيطان عنه أبعد.
2- عليك بالرقية الشرعية عند قارئ أمين، ومع وجود محرم، فالذي يظهر لي أنك تعانين إما من حسد، أو عين، وارقي نفسك بنفسك بما تيسر من القرآن، وخاصة المعوذات، و{قل هو الله أحد} والفاتحة، وآية الكرسي، وأواخر البقرة، وحافظي على أذكار الصباح والمساء، والنوم، وبقية الأذكار.
3- تضرعي إلى الله أن يصلح شأنك، ويذهب عنك ما تجدين، وكوني على يقين أن الله سيستجيب لك: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}.
4- الصلاة عمود الدين، وهي الفارق بين الرجل والكفر أو الشرك كما قال -عليه الصلاة والسلام-: (الفرق بين الرجل والكفر أو الشرك الصلاة فمن تركها فقد كفر) وقال: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة من تركها فقد كفر).
5- الموت حق، وقد يداهمك في أي لحظة، فليس بينك وبينه ميعاد، أفلا تخشين أن تموتي وأنت قاطعة للصلاة؟! وهل تريدين أن تبعثي يوم القيامة وأنت قاطعة صلاة؟ ألا تخشين من عذاب الله تعالى الذي قال: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}؟!
6- الصلاة صمام أمان لصلاح أعمال العبد فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله، كما قال -عليه الصلاة والسلام-: (أول ما يحاسب عليه المرء الصلاة فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله).
7- أنت تحتاجين لرفقة صالحة يقفن بجوارك، ويدلونك على الخير، ويعينونك عليه؛ فأوجدي هذه الرفقة من خلال التحاقك بحلقة لتحفيظ القرآن الكريم، ومشاركتك بالأنشطة الاجتماعية والخيرية.
8- شعورك بالذنب والندم والتقصير دليل على وجود أصل الإيمان في قلبك، وهذا مبشر بخير، فكوني ذات عزيمة قوية، وانتصري على الشيطان الرجيم.
9- عززي الثقة بنفسك، وابدئي الخطوة الأولى نحو الاستقامة والمحافظة على الصلاة، ولا تعطي لنفسك رسائل سلبية؛ فذلك مما يسبب لك الإحباط، فأنت لديك الشجاعة والجرأة في العودة بدليل أنك عدت للصلاة من قبل، لكن الضعف أمام الشيطان هو سبب الانتكاسة.
10- الوقوع بأي معصية سببها ضعف الإيمان، فقو إيمانك من خلال الأعمال الصالحة كنوافل الصلاة، والصوم، وتلاوة وسماع القرآن الكريم، والذكر.
أسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل.