هل يمكنني التحدث مع الشباب في مواقع التواصل الاجتماعي بهدف التعارف فقط؟

2015-11-16 10:00:55 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 28 سنة، تأخر زواجي رغم تقدم الكثير من الشباب لخطبتي، ولكن لم يحدث النصيب حتى الآن، أكملت دراسة الماجستير، وأحاول الحصول على وظيفة مناسبة.

بسبب أوضاعي هذه أجد نفسي أحيانا أتحدث مع شباب على مواقع التواصل بصفة الأصدقاء، فهل يجوز لي ذلك؟ مع العلم أن هدفي الأساسي من الحديث معهم للتعارف، وأغلب الأحاديث تكون عن الأوضاع السياسية والعمل، كما هو الحال تماماً مع زملائي وأصدقائي في الدراسة، فهل يجوز ذلك؟

أتمنى الزواج من شخص متعلم يوازي درجتي العلمية كطبيب أو مهندس، فهل يجوز لي أن أدعو الله بذلك؟ فأنا في أمس الحاجه لذلك، لأن تفكيري وعلاقاتي وأصدقائي، وكل ما يشغلني يرتبط بالعلم والمتعلميين، وأجد صعوبة في الحديث مع غير المتعلميين، -ليس تكبراً أو غروراً- ولكن اختلافاً في أسلوب التفكير، فما الحل، وما هي أفضل أوقات الدعاء؟

أشعر بالراحة وتتيسر أموري عندما أدوام على قراءة سورة البقرة، وأحاول حفظها غيباً، فهل أداوم عليها تقرباً لله تعالى؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lina حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فرداً على استشارتك أقول:

أولاً: صوت المرأة فيه فتنة للرجال، ولذلك منعها الشرع من الكلام إلا في حدود الحاجة، فقال سبحانه وتعالى: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا)، فدلت الآية على: أن المرأة إن تحدثت مع الرجال الأجانب -وللحاجة- فلا تتكلم بصوت لين يطمع الذي في قلبه فجور ومرض بالشهوة الحرام، ولتتكلم بكلام بعيد عن الريبة لا تنكره الشريعة.

ثانياً: يختلف كلامك في مقر عملك عن الكلام في مواقع التواصل الاجتماعي، فالأول توجد الحاجة للكلام من أجل إنجاز العمل، ويجب على المرأة أن تكون حازمة في الكلام مع الرجال، ولا تتكلم إلا بقدر الحاجة، والثاني لا حاجة له أصلاً، بل أنت من يطلب الكلام ويبحث عنه، ثم إن كلامك في مقر العمل يكون بين الناس ومراقب، وتعرفين مع من تتكلمين، بينما الكلام في المواقع لا تعرفين مع من تتكلمين، وربما وقعت في الفتنة، لأن بعضا ممن يستخدمون هذه المواقع ذئاب بشرية، يحاولون تصيد النساء من خلالها، والمرأة بطبعها ضعيفة ويؤثر فيها الكلام اللين المعسول، فيخشى أن يجرك الكلام من أوضاع العمل والسياسية إلى كلام الحب والغزل، ثم إلى ما لا تحمد عقباه.

ثالثاً: الزواج رزق مقسوم يسير وفق قضاء الله وقدره، وسيأتيك رزقك في الوقت الذي قدره الله، وكل شئون الكون تسير وفق ذلك قال تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)، وقال عليه الصلاة والسلام: (قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين الف سنة).

رابعاً: من كان من نصيبك فستحصلين عليه وإن وضعت أمامك كل العراقيل، ومن ليس من نصيبك فلن تحصلي عليه ولو أنفقت ما في الأرض جميعاً، وعليك أن تجملي في الطلب، فإن رزق الله لا يأتي بالمعصية، كما قال -عليه الصلاة والسلام-: (إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها، فأجملوا في الطلب، فإن رزق الله لا يأتي بالمعصية)، والإسلام يريدك مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة.

خامساً: يجوز للمرأة أن تدعو الله أن يرزقها بفلان زوجاً، ولكن هذا سيجري وفق قضاء الله وقدره، فإن كان مقدراً لك الزواج به فسيكون، وإن لم يكن مقدراً لك فلن يكون، وسيعوضك الله بدعائك أن يعطيك خيراً مما دعوت، أو يصرف عنك من الشر ما لم تكوني تتوقعين، أو يدخر الله دعائك ليوم الدين.

سادساً: أفضل أوقات الدعاء وأنت ساجدة، وما بين الأذان والإقامة، وفي الثلث الأخير من الليل، وأثناء نزول المطر، وأثناء الصوم، وقراءة سورة البقرة يومياً مفيد، فهي أجر وحرز، والأفضل من ذلك أن تقرئي كل يوم جزءً أو أكثر من القرآن، حتى تختمي المصحف.

سابعاً: تضرعي إلى ربك الرؤوف الرحيم، والجئي إلى من بيده مقاليد الأمور وأنت ساجدة، وفي أوقات الإجابة، أن يرزقك الله الزوج الصالح الذي يسعدك في الدنيا، فما خاب من لجأ إليه، وتحري أن تتوفر فيه الصفات المطلوب توفرها في شريك الحياة، وأهمها الدين والخلق، كما أرشدنا إلى ذلك نبينا -عليه الصلاة والسلام-: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير).

ثامناً: تقربي إلى الله بنوافل الطاعات، من صلاة وصيام وتلاوة للقرآن، واشغلي وقتك في كل مفيد من أمور الدنيا والدين، وشاركي في الأعمال الاجتماعية والخيرية تنالين الأجر والثوبة.

أسأل الله تعالى لك التوفيق.

www.islamweb.net