فشلي في علاقة عاطفية أدى إلى تأخيري في التخرج، أريد حلا!

2015-11-19 00:43:49 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا طالبة جامعية مبتعثة، عمري 24 سنة، أعاني من تشتت أفكاري، وحالة من القلق والحزن بسبب أشياء حدثت في الماضي، وهذا الشيء أثر على تخرجي في الجامعة.

مهما وضعت من جداول، ورتبت أوقاتا للمذاكرة، وبدأت بالعمل، أفشل وأنتهي بتأجيل العمل ليوم آخر، حتى لقبت بالذكية اللامبالية من قبل المدرسين، علما أنني أهتم كثيرا، ويؤلمني أن أتصف بصفة اللامبالية.

مشكلتي بدأت منذ أربع سنوات، حيث مررت بعلاقة عاطفية، انتهت بعد سنتين من الخطوبة، ولم أستطع تجاوزها، أشعر برغبة دائمة في معرفة أخبار خطيبي السابق، ولا أصدق أن علاقتنا قد انتهت, أضيع أوقات طويلة جداً في استعادة الذكريات والخلافات، وتخيلات مستقبلية لو أننا استمررنا في العلاقة.

بعد الانفصال لم أكن أطيق الجامعة، وكنت أتردد عليها بصعوبة، وقد تجاوزت هذه المرحلة، وبدأت أحاول أن ألتزم بالحضور والمذاكرة، ولكن ليس كما يجب، فطموحاتي وآمالي كبيرة، وخططي المستقبلية كثيرة، وكلها تعطلت، وهذا سبب لي الإحباط.

مهما حاولت نسيانه، أو التوقف عن التفكير فيه، أفشل، كما أن حالتي الصحية تدهورت كثيراً، ففقدت معظم شعري، ولا زال الأطباء حائرين بين حالة تكيس المبايض، أو تضخم في الغدة النخامية، وأعاني من ارتفاع في هرمون الحليب والذكورة 2.8، وقد وصفت لي الطبيبة منذ ثلاثة أشهر حبوب مايكروجينون 30؛ لضبط الهرمونات، حتى تتضح الأسباب أكثر بعد عودتي إلى بلادي.

وبالرغم من ذلك أحاول التركيز في دراستي، لكنني حقاً لا أستطيع، أو لا أدري كيف يمكنني أن أتجاوز كل فكرة أُخرى ما عدا دراستي، والتركيز عليها فقط، أشعر بضغط شديد، وأخاف أن يتأجل تخرجي مجددا، أخاف أن يشعر والديّ بالإحباط، علما أنني أخبرتهما برغبتي في التأجيل، وعدم السفر؛ لأنني غير مستعدة لذلك، وأشعر أن وقتي وعمري يضيعان مني، وأنا عاجزة عن عمل أي شيء، ولا أستطيع تحديد المشكلة التي أعاني منها، حتى أعالجها، فأرجو المساعدة.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رغد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مشكلتك ذكرتيها في رسالتك المطوّلة، والسبب واضح فيما تمرين به الآن من ضيقٍ نفسيٍ وتشتُّتٍ وتأجيلٍ للدراسة، وأنك لم تستطيعي نسيان الشخص الذي ارتبطتِّ به، لكنك لم تذكري ما هي أسباب فسخ الخطوبة، لأنك ذكرتِ أنه تمَّ غصبًا عنكما.

على أي حال: الخطوبة فُسختْ، وهذا الشخص أصبح من الماضي، ولكنك في الحقيقة لا تستطيعين نسيانه، وأثَّر هذا عليك تأثيرًا كبيرًا، لأنك صِرتِ أسيرة الماضي، عقليًا تُريدين أن تتجاوزي هذا الشيء وتُخططي لمستقبلك، ولكنك عاطفيًا أنت مشدودة إلى الماضي، مشدودة إلى الأوقات الجميلة التي مرَّتْ مع هذا الشخص، الأحلام التي كنتم تودُّون تحقيقها.

كيف تتعاملين مع هذه المشاعر؟ كيف تتعاملين مع هذه الأساليب؟
لا أدري إن كان لك صديقة تستطيعين أن تتكلمي معها، وتحكي لها، وتبثي إليها همومك، لأن هذا هو السبيل الوحيد للتخلص من هذه المشاعر، أخرجي هذه المشاعر من داخلك، والمهم في مواصفات هذه الصديقة أن تستمع إليك، لا تحكم عليك، ولا تحاول أن تفرض شيئًا معينًا.

في عدم وجود صديقة، وعدم وجود معالج نفسي يمكن أن تلجئي إليه، أنصحك بالآتي: اكتبي عن كل اللحظات الجميلة التي كنت تعيشينها، واكتبي عن الطلاق وملابساته، بُثِّي همومك ومشاعرك في الورقة، ثم مزِّقيها بعد انتهاء من الكتابة، حتى لا يُطَّلع عليها، وسوف تشعرين بالراحة، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: عيشي يومك يومًا بيومٍ، خطِّطي كل يومٍ على حِدَةٍ، خططي حتى لكل ساعةٍ، بأنك ستفعلين أشياء مُحددة في يومك، اليوم مثلاً: في الساعة التاسعة سأقرأ كتابًا، وفي الساعة العاشرة سأصلي ركعتين صلاة الضحى، وفي الساعة الحادية عشر سأقوم بتلاوة القرآن، والساعة الثانية عشر سأصلي الظهر، وإذا انتهيت أرتب البيت، وكلما تنجزين شيئًا ترجع الثقة إلى نفسك.

هذان خطَّان متوازنان: تخلَّصي ممَّا بداخلك، وحاولي أن تعيشي يومك بتخطيط بسيط ومباشر، وكلما أنجزتِ ستزداد ثقتك في نفسك وتنسينه، وهذه طبيعة الحياة - يا ابنتِي - طبيعة الحياة أن ننسى، ومشاعرنا تتغيَّر من حالٍ إلى حال.

لا تؤجلي تخرُّجك، تخرَّجي وعيشي مستقبلك، و-إن شاء الله تعالى- ربنا سوف يعوضك خيرًا.

وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.

www.islamweb.net