كيف أتخلص من الرغبة في فعل الحرام؟
2015-11-29 00:01:36 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب متزوج ولدي ابن، رزقني ربي بالزوجة الصالحة والمال والحياة السعيدة والحظ السعيد، في نفس الوقت لدي مشكلة تعبتني في حياتي، دائما أرغب في فعل الحرام (شرب خمر، زنا، مخدرات، لواط) أعرف العقوبة وأخاف الله، وأخاف عقابه وعذابه، وابتلاءه لي إن فعلت أيَّاً من هذه الأمور، ولذلك كل مرة أقرب من هذه الأشياء لا أستطيع فعلها، وأفكر وأتراجع، وأنا مقتنع من أني لا أريد فعل الأمور هذه، وأشعر أن نفسي والشيطان يحرضانني.
أحمد الله أنه سلمني من الأفعال النجسة هذه، لكن بمجرد ابتعادي يعود إلي التفكير، فقد تعبت مرة، وعلما أني أكون قريبا من الله؛ لأني أحاول دائما التقرب إلى ربي بكل ما يرضيه، وأحاول أن أعمل خيرا كثيرا، لكن لا أعلم لماذا أنا هكذا! أدعو الله أن يكرِّه إلي المحرمات، لكن رغبتي تزداد يوما بعد يوم، فماذا ممكن أن أعمل أو أدعو حتى يذهب عني هذا التفكير؟
حقيقة تعبت، لا أريد أن أذكر ما أفعل من خير حتى لا يضيع أجره، لكن ماذا عساني أن أفعل زيادة على ما أفعله حتى لا أرغب في الحرام؟ فأنا جدا محبط، ولا أعلم ماذا أفعل، فأنا خائف من نفسي الأمارة بالسوء، أخاف أن أعمل حراما، فأنا أخطط لفعل الحرام، وأنوي، ثم لا أستطيع آخر لحظة؛ خوفا من الله، وخوفا من نعمة العقاب التي وضعها لنا لنتدبر ونتفكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يُبارك فيك، وأن يُكثر من أمثالك، وأن يثبتك على الحق، وأن يعينك على مقاومة نفسك والشيطان والهوى، وأن يجعلك من صالح المؤمنين، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل- فإن الله تبارك وتعالى أخبرنا بقوله: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا} والنبي -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا أن المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله عز وجل، وهذه الابتلاءات التي ذكرتها في رسالتك، وهذه المقاومة التي تُبديها، هذا من علامات صدق الإيمان، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبَّل منك وأن يُثبتك.
المجاهدة الحقيقية تبدأ بمجاهدة النفس أولاً، ولذلك يذهب كثير من أهل العلم أن مجاهدة النفس مقدمة على جاهد العدو، لأنك لن تستطيع أن تتصدَّق، ولن تستطيع أن تقوم الليل، ولن تستطيع أن تصوم النهار، ولن تستطيع أن تُجاهد في سبيل الله تعالى إلَّا إذا جاهدتَّ نفسك، ولذلك ساحتك الحقيقية الآن في مقاومة هذه الرغبات الموجودة في نفسك.
الله تبارك وتعالى جلَّ جلاله خلق الإنسان ويعلم ما تُوسوس به نفسه، وجعل في كل نفسٍ، كما قال: {فألهمها فجورها وتقواها} جعل هناك نقاط ضعف موجودة في كلِّ نفسٍ بشرية، وجعل نقاط قوة أيضًا، وجعل العبد مبتلىً ما بين هذا وذاك، فلديك نقاط ضعف التي وردتْ في رسالتك من الرغبة في المعاصي، وفي نفس الوقت لديك نقاط قوة، وهي المقاومة، رغم أنها مؤلمة، لكنها من فضل الله تعالى ما زالت منتصرة، وهذا هو مجال عبادتك الحقيقي.
العبادات قد تكون سهلة ميسورة، والمشكلة في مقاومة الشهوات، وهذا ميدان لا يثبت فيه إلَّا من وفقه الله تعالى، ولذلك أنا أقول لك:
• عليك بالإكثار من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.
• ابحث عن العوامل التي تؤدِّي إلى إثارتك وضعفك وحاول أن تتخلص منها.
• عليك بالبحث عن الصحبة الصالحة المعينة على طاعة الله تعالى.
• الاستماع إلى أخبار الصالحين أو قراءة أخبار الصالحين من أولياء الله عز وجل.
• قراءة باب الخوف من الله تعالى في كتاب من كتب التزكية ككتاب (منهاج القاصدين) أو (مختصر منهاج القاصدين)، أو غيره من كتب التزكية، والتركيز على مسألة الخوف من الله عز وجل، فإن هذا سيعطيك مساحة من القدرة على المقاومة أكثر ممَّا أنت عليه الآن.
هذا الذي تذكره هو ابتلاؤك وامتحانك واختبار الذي قدَّره الله لك، وهو معركتك الحقيقية التي ينبغي عليك أن تحافظ على الانتصار فيها، وأن تحافظ على مستواك الإيماني الذي أكرمك الله تبارك وتعالى به.
فعليك بما ذكرته لك، وأبشر بتوفيق من الله وتأييده، لأن الله تبارك وتعالى قال: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبلنا وإن الله لمع المحسنين} فأحسن إلى نفسك، واحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وعليك بالمجاهدة والإكثار من الأعمال الصالحة، وأبشر بتأييدٍ من الله وتوفيقه لك، وأسأل الله تعالى أن يثبتنا وإياكم على الحق وسائر المسلمين.
هذا وبالله التوفيق.