هل أنا مصابة بالحسد أم بمرض نفسي، وما علاج حالتي؟
2015-11-26 01:03:55 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أصبت فجأة بمرض وسواس الموت، ولا أعرف ما هي الأسباب، ومن الممكن أن تكون بعض الضغوطات أو الأخبار السيئة التي أراها في مواقع التواصل قد أثرت على نفسيتي، لا أعرف ما الذي أصابني؟ هل هو مرض روحي أم نفسي؟
تعبت كثيراً، فقد كنت سابقا فتاة مرحة ضحوكة، وذات شخصية واثقة، وأعطي نصائح، كنت أحس بأن تفكيري ناضج عكس الفتيات اللاتي في عمري، تعبت كثيرا من وسواس الموت، وبشكل يومي أدخل على قوقل وأبحث عن أعراض الوساوس، أو أقرأ عن حالات مشابهة لي لكي أرتاح نفسياً.
فأنا تصيبني رعشة وخوف وبكاء، وأصبحت حساسة جداً، أي كلمة أو استعطاف أو اهتمام بالغير أفسره بشيء سيء، وفي الأسبوع الماضي توفي قريب لي، فزادت حالتي، وأصبحت أتخيله وهم يدفنونه، وتخيلت نفسي مكانه، وكيف ستكون ردة فعل عائلتي وأصحابي ووضعي؟
أصبحت حساسة جداً وأبكي لأتفه الأسباب، عكس شخصيتي سابقاً، كنت قوية، أما الآن فقد أصبح لدي خوف، وتفكير سلبي، وهدوء، وتبلد في المشاعر، لا أرغب في عمل أي شيء، أحس الحياة مخيفة، لا أستطيع أن أستمتع ولا أضحك مثل السابق.
والدتي حجامة، ونصحتني بالحجامة وبالذهاب لقارئة، لأنها شخصت حالتي بأني مصابة بالحسد، فذهبت للقارئة، وأعطتني سدر وزيت زيتون ومسك، وعندما تقرأ عليّ لا أحس بشيء، ولكن ظهر في جسمي أثناء اغتسالي بالسدر مشوخ عميقة في فخذي، وذراعي من دون سبب أيضا، وقبل أن أصاب بالوسواس بقترة طويلة أصبت بنوبة هلع، فقد تشاجرت مع عائلتي وانفعلت جداً، ودخلت إلى الحمام، وفجأة أصبت بثقل في الجسم أشبه بالانهيار والبكاء وعدم التنفس، وكأن شيئا عالقا في صدري، فكرت بأنها سكرات الموت.
أعراضي هي:
• صداع
• غثيان
• فقدان الشهية
• نزول في الوزن
• ألم في مؤخرة الرأس وفي الصدر وشد تحت الصدر، وألم في الأكتاف، وأحيانا يمتد إلى الذراع، وألم في الظهر والرقبة.
• حرقة أحيانا
• ألم في المعدة
• برودة في الأطراف
• أشعر بالبرد دائماً
• أحيانا التجشؤ
• شحوب في الوجه
• هزال تقريباً
• جفاف في الحلق والعين
• إحساس بشيء عالق في الحلق مع صعوبة التنفس
• رائحة في الفم
• خمول شديد وتعب وإعياء
• إحساس بالدوخة أحيانا
• عدم التركيز والنسيان أحيانا
• عدم الاهتمام بالشكل والدراسة، فقد أصبحت أخاف من ذهابي للجامعة وأكرهها، وأحس بأنها هم، ولا أستمتع بذهابي إليها، وأعتبره أداء واجب فقط كي لا أحرم منها، لكن لا أهتم بالمحاضرات والاختبارات، لا أستطيع المذاكرة أبدا، ولا أعلم ما السبب، أشعر بالسوء قبل المغرب إلى الليل، لا أحب هذه الفترة.
أرجو مساعدتي، وإرشادي إلى تشخيص حالتي، فأنا أثق بتشخيصكم جداً، وشاكرة لكم حسن تعاملكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ابتسام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في إسلام ويب.
أؤكد لك أنني قد قمت بالاطلاع على رسالتك بكل دقة، وكل ما ورد فيها كان جيدًا ومفيدًا ليقودنا إلى التشخيص الصحيح -بإذن الله تعالى- حسب ما هو متاح.
لديك أعراض نفسية واضحة، لديك مخاوف، لديك وساوس، لديك قلق، ولديك أعراض جسدية تحدثت عنها بكل دقة وإسهاب.
أنا أقول لك: إن التشخيص المبدئي لحالتك هو أنك تعانين من قلق المخاوف الوسواسي، وهذه علة نفسية معروفة، تؤدِّي إلى عُسْرٍ في المزاج، وتكون مصحوبة بأعراض نفسوجسدية كما هو الحال بالنسبة لك.
أرجو أن تستوعبي هذا التشخيص تمامًا؛ لأن ذلك يجب أن يعقبه العلاج، العلاج هو أن تذهبي إلى طبيب، فإن ذهبت إلى الطبيب النفسي فهذا هو الأفضل بالنسبة لك، وإن ذهبت إلى طبيبة الرعاية الصحية الأولية أيضًا هذا ممتاز، كل الذي تحتاجين له هو إجراء بعض الفحوصات الطبية التكميلية، وهي فحوصات روتينية، لتتأكدي من مستوى الدم، مستوى هرمون الغدة الدرقية، وظائف الكلى، والدهنيات، والسكر، مستوى فيتامين (ب12) وفيتامين (د)... هذه فحوصات -كما ذكرتُ لك- مهمة وبسيطة، وهي روتينية، فإجرائها سوف يطمئنك كثيرًا، أنا أتوقع أنها كلها سليمة وممتازة، وإن ظهر شيء فسوف يوجِّهك الطبيب نحو علاجه.
بعد ذلك يجب أن يصف لك الطبيب أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، مثل عقار يعرف تجاريًا باسم (زولفت Zoloft)، والذي يُعرفُ علميًا باسم (سيرترالين Sertraline)، أو عقار يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات Seroxat)، ويسمى علميًا باسم (باروكستين Paroxetine)، أو أي دواء آخر مناسب يراه الطبيب.
هذه الأدوية لا يُنصح باستعمالها لمن هم دون عمر العشرين.
وبعد ذلك تبدئين في برامجك الحياتية التي تُغيِّر نمط حياتك، أولاً عليك بالتفكير الإيجابي، تحقير الوسواس، حسن إدارة الوقت، النوم الليلي المبكر، تجنب النوم النهاري، الترفيه عن نفسك بما هو طيب وجميل ومباح، الحرص على الصلاة في وقتها، تلاوة شيء من القرآن، الحرص على الأدعية خاصة أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم والاستيقاظ، والمشاركة الأسرية، بأن تجعلي لنفسك وجود وكيان حقيقي داخل أسرتك، وأن تكوني صاحبة مبادرات، التركيز سوف يتحسَّن، المعنويات سوف ترتفع، وإن شاء الله تعالى هذا كله يعود عليك بمردود إيجابي كبير.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.