أشعر بالكره لخطيبي وللعلاقة الزوجية رغم أن علاقتنا جيدة، فما السبب؟
2015-11-28 23:53:58 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أول مرة في حياتي أعرض مشكلتي طلبًا للحل، اعذروني للإطالة، وشكرًا مقدمًا.
أنا فتاة أبلغ من العمر 26 عامًا، تخرجت من الجامعة، ولا أعمل إلى الآن، والسبب الرئيسي أني منعزلة وانطوائية لا أحب الاختلاط بالناس، ولا حتى أهلي، ولا أخرج من البيت إلا نادرًا.
بالرغم من أن أهلي يلحون عليّ كثيرًا وينتقدونني ويطلبون مني الخروج، أنا من داخلي أتمنى ذلك، ولكني أشعر بأني مقيدة بقيد يمنعني حتى من الخروج من غرفتي.
تمت خطبتي أكثر من مرة عن طريق الأهل، وفي كل مرة أكره الخطيب بشكل لا يوصف وأترك الخطبة، ففي كل مرة تكون العلاقة جيدة جدًا في البداية، ولكن الخطيب يتغير فجأة وينقلب الحال وأجد معاملة سيئة جدًا لا أحتملها وأترك الخطبة.
أنا الآن مخطوبة، وأشعر بكره كبير لخطيبي، بالرغم من أن علاقتنا جيدة، ولا يوجد بيننا مشاكل، ولكني أشعر بكره كبير لخطيبي دون أن أظهر ذلك، ولا أطيق فكرة العلاقة الزوجية، وأشعر بأنني قد أنتحر لو حاول الاقتراب مني بعد الزواج، وأنا لا أرضى الظلم لأحد.
المصيبة الكبرى أني أشعر بالانجذاب نحو البنات مثلي، لا أعلم لماذا أحلم أحيانًا بذلك، وأشعر بذلك، وهذا زاد من وحدتي، فأخشى الاقتراب من أحد، ولا أحاول تكوين أي صداقات.
أنا أخشى الله كثيرًا، وإيماني وحبي لله كبير جدًا، طوال عمري لم أقم بإيذاء أحد في حياتي، أو تكلمت لأحد بالسوء، فأنا وحيدة أمارس بعض الهوايات والقراءة بصمت وعزلة.
مصيبتي كبيرة وأشعر بالاختناق منذ سنوات طويلة، ولا أستطيع محادثة أهلي بالأمر، أو زيارة طبيب نفسي.
أرجو مساعدتي، وماذا عليّ أن أفعل؟ فأنا في مصيبتي بمفردي أريد النصح والحل.
جزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ mena حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرًا لك على التواصل معنا بما في نفسك وحياتك على هذا الموقع.
على ما يبدو أنه ولسبب ما فأنت تعانين مما يمكن أن تعاني منه الشابة أحيانًا من الخوف أو الرهبة من الزواج، وربما هذا بسبب أحداث معينة مرّت بك في طفولتك سواء أنت قد تعرضت لها، أو رأيتها في أسرتك كنوع المعاملة بين الزوجين، أو بسبب القصص والروايات والأفلام الكثيرة التي تصور بعض النماذج السيئة أو السلبية من الزيجات، حيث يمكن أن تتعرض الزوجة لسوء المعاملة من زوجها، أو بسبب ما تسمع عنه الفتاة من بعض الممارسات الجنسية السيئة أو السلبية من قبل بعض الأزواج.
المهم هناك أسباب كثيرة يمكن أن تفسر ما يحدث معك، ولكن وسواء عرفنا أو لم نعرف السبب، فإن علينا حسن التعامل مع هذا الموقف وتجاوزه، وطبعًا وإن كانت هناك نماذج سيئة أو سلبية، فإن هناك نماذج كثيرة رائعة وناجحة عن الزواج السعيد والأسرة الهانئة.
وبسبب تكرار التجارب السابقة من طلب الزواج ورفضك للطلب، فقد تكرّست عندك هذه القضية حتى أصبحت مشكلة تحتاج للعلاج والحلّ.
والأمر الثاني الذي ورد في سؤالك، وهو مقابل لرهبتك من الرجل والتي تصل لحدّ الكره أحيانًا، وهو أنك تحبين الفتيات وتميلين إليهن، فهو نفور من رجال وميل للفتيات، ولا شك أن هذا الأمر له مخاطرة التي لا تخفى عليك مما يمكن أن يصل لحدّ اضطراب الميل الجنسي، ليصل لحد الميل المثلي، وبحيث تنجذب الفتاة لفتاة مثلا، وأكيد أنك لا تريدين، وكما هو واضح مما بين سطور رسالتك، عافاك الله من هذا الأمر الذي وجب الحذر منه.
إن صح أن عندك الميول المثلية، فالعادة أنني أنصح بالعلاج من هذا أولا، ومن ثم الإقدام على الزواج، وإلا فالزواج من نفسه قد لا يكون العلاج، وإنما قد يكون ومنذ البداية مشروع طلاق وتدمير لأسرة جديدة، ويمكنك استشارة أخصائية نفسية في مدينتكم.
ولكن إن لم يكن الميل المثلي متأصلا عندك فمما يمكن عمله الآن:
- أولا الإقرار الذاتي بأن ما تعانين منه هي حالة من رهاب الزواج، وأن عليك مواجهة هذا الرهاب.
- رفع ثقتك في نفسك، وتذكري أنه طالما أن هناك طلابا للزواج منك، فهذا مؤشر قوي على أنهم يرون فيك أنه يمكنك أن تكوني الزوجة المثالية، فلا تنسي هذا وسط ضوضاء هذه المشكلة.
- تذكري أن التجنب و"الهروب" لا يحلّ المشكلة وإنما يجعلها تتفاقم، وتصبح مزمنة.
- انتهزي أول فرصة تأتيك، وخاصة الخطيب الحالي إن حاز على قبولك العام له، المهم انتهزي هذه الفرصة لخوض غمار هذا الأمر وعدم الهروب والاعتذار والتبرير والتجنب.
- تذكري أنه ستكون هناك أسرة سعيدة، أنت عمودها الأساسي تنتظر أن تخرج للوجود، والله مثيبك عليها خير الثواب.
- وتذكري أيضًا بأنك لا تفعلي هذا لمجرد الثواب، فسعادتك أيضا متوقفة ربما على المبادرة والتقدم والجرأة في متابعة الأمر.
- استعيني بإحدى قريباتك أو صديقاتك لتقف معك خلال هذه الفترة الحرجة التي أنت مقبلة عليها، فالإنسان يحتاج أحيانًا لمن يقف معه ويشدّ من أزره.
ولعل في هذا ما يفيد، وتذكري أيضا مقولة: "فساد الأمر، أن تترددا".
وفقك الله، وشرح صدرك لما أنت مقبلة عليه، ورزقك صواب الرأي والقول والعمل، وأعانك على تكوين الأسرة السعيدة.