أعاني من شدة الوحدة رغم أني لست إنسانة انطوائية.
2015-11-30 23:52:15 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أتمنى أن تفيدوني وترشدوني، فأنا أعاني من شدة الوحدة رغم أني لست إنسانة انطوائية، بل أتكلم مع جميع الناس، ولا أحب الجلوس وحيدة، لكن أحياناً لا يكون لدي أحد فأشعر بذلك، وأحياناً رغم وجود أناس حولي إلا أني أشعر بالوحدة، و نادراً يزول ويعود فور ذهاب الناس.
أنا شخصية جذابة في أسلوبي وطبعي، وسرعان ما يتأثر الناس بكلامي، ويعجبون بشخصيتي المثقفة في كثير من الأمور، إلا أني أشعر بتهميش من أغلب الناس وكره وعدم اهتمام الناس بي، وسرعان ما أفقد أصدقائي وأقاربي من حياتي، بمجرد مواقف ولحظة غضب لا أستطيع المحافظة على علاقاتي، وحينما أخطئ لا أستطيع الاعتذار، لأني أقلق من الإهانة والذل حين الاعتذار، حتى عندما نتشاجر أنا وأمي لا أستطيع الاعتذار وأشعر بضيق - أشعر أحيناً بالذنب المبالغ فيه من أي أمر ليس لي فيه صلة، لكني أحمل هموم الناس كأني أنا من زرعها، وأعاني من التشتت الذهني، وعدم استطاعتي اتخاذ القرارات الصحيحة، ولا أميز مشاعري أحياناً، هل أنا أكره الشخص أم أحبه؟!
أنا شخصية حساسة متعاطفة مع كل الناس، أسمع جميع مشاكلهم وأحاول مساعدتهم، وأحب إسعاد الناس، ذهبت لطبيب نفسي وأعطاني سبرالكس 10mg لم أستطع تحمل أعراضه الجانبية، ولم أستمر عليه، وقبل فترة بسيطة زرت طبيباً آخر، ووصف لي بروزاك 20mg لم أشتره لأني أعاني من وساوس قهرية دائمة، وخوف من كثير من الأمور.
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونرحب بك في استشارات إسلام ويب.
أنت محتاجة لأن تقيمي نفسك من جديد، والمعادلة واضحة جدًّا في حالتك، فأنت شخصية جذّابة، ومؤثِّرة في الآخرين، ومثقفة، وهذا هو الذي يحتاجه الإنسان.
شعورك الداخلي بالوحدة هو شعور سلبي، يجب ألا تعطيه مجالاً، يجب أن تُحقِّريه، لا بد أن تكون لديك الفلترة لتصفية المشاعر لمعرفة ما هو إيجابي وجيد، وبنائه، وتعظيمه، والاعتماد عليه، ومعرفة ما هو سلبي وتحقيره والتخلص منه.
لا بد للإنسان أن يقوم بشيءٍ من الغربلة والتصفية والفلترة والتنقية لمشاعره، وأنت لديك المقدرات العقلية والمعرفية التي تُساعدك في ذلك.
حالتك هذه تُحلُّ من خلال أن ترتقي بإيجابياتك في الحياة، وهي كثيرة، ولا بد أن تستشعريها وتتفهميها بصورة أكثر.
الذي أحسُّ به أن تقديرك لذاتك سلبي، بالرغم من وجود المميزات الكثيرة والتي تحدَّثتِ عنها، إلَّا أن شعورك الحقيقي لا يُقدِّرُ هذه السمات الطيبة والجميلة، فانقلي نفسك نقلة حقيقية وبإصرار للاستفادة من إيجابياتك، ولا تُحقِّري نفسك أبدًا.
بالنسبة لموضوع الشعور بالوحدة: هو دائمًا ينتج من الشعور بالخواء أو الفراغ الداخلي، وهذا يتخلص منه الإنسان من خلال تنظيم الوقت، والانخراط في أنشطة متعددة ومختلفة، دائمًا يُتيح للإنسان فرصة أفضل ليحسّ بالامتلاء والإشباع الوجداني الداخلي.
أنا أنصحك بأن تنخرطي في أي عملٍ اجتماعي، الأعمال الاجتماعية والانضمام للجمعيات الخيرية، الجمعيات الدعوية، هذا يجعلك تشعرين بقيمة نفسك بصورة أفضل، وحين تُبنى هذه الأحاسيس سوف تحسِّين -إن شاء الله تعالى- بالقناعة والسعادة.
احرصي وابذلي جهدًا كبيرًا في برِّ والديك، لأن بر الوالدين أيضًا يؤدِّي إلى إشباعٍ داخليٍ نفسيٍ إيجابيٍ، والرياضة اجعليها جزءًا أساسيًا من حياتك، وعليك بالنوم المبكر، فهو مفيد وجيد جدًّا.
اهتمي أيضًا بتغذيتك، ركزي على التواصل الاجتماعي، وضعي أهدافاً حياتية تُديرين من خلالها وقتك وزمنك، وتصلين -إن شاء الله تعالى- إلى أهدافك وغاياتك من أجل مستقبلٍ باهرٍ وعظيم.
العلاج الدوائي أنا لا أراه ضرورةً كبيرة في حالتك، لكن إن كان لديك بالفعل وساوس قهرية، فالـ (بروزاك Prozac) هو أفضل دواء لعلاج الوساوس القهرية، وهو سليم، وغير إدماني، ولا يؤثِّر على الهرمونات النسائية.
أنا أؤيد رأي الطبيب الذي وصف لك البروزاك، والجرعة هي كبسولة واحدة في اليوم لمدة أربعة أشهر مثلاً، بعد ذلك يمكنك التوقف عن تناوله.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.