زوجي محب لفعل الخير لكنه يتعاطى حبوب الترامادول، فماذا أفعل؟
2015-12-13 01:47:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا سيدة متزوجة، وزوجي محب وودود، يحب فعل الخير، لكنني وجدته يتعاطى حبوب الترامادول، لا أعرف كيف أتصرف؟ خاصة وأنه مسافر الآن، ولا أريد إبلاغ أهلي أو أهله، لكي أستر عليه أولاً، ولكي أبقى صديقته وزوجته كما عهدت منه، ويقيني بالله أنه سوف يتركها، وأتمنى دعاءكم لي بظهر الغيب.
أشيروا علي جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يقر عينك بخلاص زوجك مما يخيفك، ويحقق لكما الآمال.
لقد أسعدنا وأفرحنا ثناؤك على زوجك وعلى فعله للخيرات، وسررنا لرغبتك في المحافظة على معاني الحب والقرب، ونتمنى أن تستمعي من دكتورنا محمد -حفظه الله- ما يجلب لك الطمأنينة، ويبعث في نفسك الأمل، من خلال تقييمه للحالة، وعرضه لآثار وأضرار المادة التي يقوم بتناولها.
ونؤكد لك أن دعمك هو الأساس في بلوغ العافية، بعد توفيق وفضل واهب العافية سبحانه، ونحن في الحقيقة نتفهم انزعاجك مما تكشف لك من حال زوجك، وننصحك بالمحافظة على وقارك والستر عليه، والسعي في الوصول إلى الحلول المناسبة بعد الفهم لظروف وتاريخ الاستعمال.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لكما الخير، ونتشرف نحن في موقعك بمتابعة الوضع، ونكرر فخرنا بحرصك على تماسك أسرتك، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يرفع درجتك، ويهدي زوجك، ويسعدكما بطاعته سبحانه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور: أحمد الفرجابي، مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
وتليها إجابة الدكتور: محمد عبد العليم، استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى أن يفرِّج عن زوجك هذا الذي وقع فيه، وأنا مقتنع تمامًا بقولك ومبدأك وفكرتك وخطتك للتعامل مع هذا الأمر، فلا داع للتحدث مع أي أحدٍ من أهلك أو أهله حول هذا الموضوع، لكن لا بد أن تتحدثي معه، وتجلسي معه، وفي هدوء ولطفٍ شديدٍ جدًّا، تُشعريه بحجم هذه المشكلة.
إنَّ هذا التعاطي مشكلة حقيقية، والإدمان على (ترامادول Tramadol) معروف، لكن -بفضل الله تعالى- التوقف عنه أيضًا ليس بالصعب، بشرط أن يكون الإنسان صريحًا مع نفسه، واضحًا معها، وأن يُغيِّر نمط حياته، ويُصحِّح مساراته.
الترامادول دواء جاذب جدًّا، وهو أصلاً مضادٌّ للألم، قريب من مشتقات الأفيونات، يُحسِّنُ المزاج ويُلطِّفه، وهنالك ادِّعاء أنه يحسِّن الأداء الجنسي، وإن كان هذا غير مثبتٍ، وهو دواء انتهازي، استعبادي لمن هو ضعيف، هذه حقائق علمية صلبة مؤكدة يجب أن يعرفها زوجك، ويجب أن يُحرر نفسه من هذا الاستعباد، لا تمكِّنيه من التعاطي، وسامحيني في هذا القول، كثير من الزوجات الصالحات يكتشفن أن أزواجهنَّ يتعاطون هذه الحبوب -الترامادول أو غيره-، ومن ثمَّ يبدأنَ في التناصح وبذل الجهد لأن يتمَّ التوقف، لكن يكون هناك فشل، ويحدث -لا أقول تشجيعًا- صمتًا عن التعاطي، بناء على وُعود الزوج، أو أنه سيُخفف، أو أنه بالفعل ابتدأ يُخفف، وهذا يكون مُقنعًا للزوجة، ولا أريدك أبدًا أن تكوني على هذا المنهج، بل يجب أن يتوقف بالكلية، لكن بمساندتك، واذهبي معه للطبيب النفسي المقتدر، هو يحتاج لبدائل دوائية تُخفف عنه آلام الانسحاب التي قد تحدث من الترامادول.
وربما يكون هذا الأخ الكريم مكتئبًا، هذا هو الذي دفعه لتعاطي الترامادول، أو ربما يكون قلقًا، أو شيء من هذا القبيل، تقييمه مع الطبيب النفسي يجب أن يتم، وأنا أشجِّع ذلك كثيرًا وأوصي به، وكثيرًا منهم يستفيد كثيرًا من مضادات الاكتئاب ومُحسِّنات المزاج، حتى وإن لم تظهر عليه أي علامات من علامات الكرب أو الكدر.
أيتها الفاضلة الكريمة: هذا الخطأ الذي ارتكبه زوجك يجب ألا يكون سببًا في إضعاف موقفه داخل الأسرة، وأشعريه بذلك، فهو -الحمد لله تعالى- زوجٌ محِبٌّ وودود ويفعل الخيرات، وعليه -أيتها الفاضلة الكريمة- بتغيير الصُّحبة، لا أقول يتمرَّد على مَن كان يعرفهم، لكن يجب أن يكون مع الصالحين، الإنسان يحتاج لمن يُسانده، لا يحتاج أبدًا أن يتحدث أنه يتعاطى الترامادول، لكن ينقل نفسه لجوٍّ وسط الصالحين، هذا يُدعم ركائز التعافي من الترامادول أو غيره.
عليه بممارسة الرياضة، الرياضة تُسخِّر وتُنشِّط كل التركيبات الكيميائية والفسيولوجية التي تُحسِّنُ المزاج، ودعيه -أيتها الفاضلة الكريمة- أن يكون أكثر قُربًا من الله تعالى، ساعديه على ذلك، وأنا أراك -إن شاء الله تعالى- صالحة ومصلحة، -وإن شاء الله تعالى- على يديك تأتي اللحظات الطيبة والسعيدة، وعليك بالدعاء، الدعاء سلاح المؤمن.
باركَ الله فيك، وجزاك خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.