أعاني من السكر وتآكل كتلة الأسنان العظمية.. ما نصيحتكم؟

2016-06-09 02:59:40 | إسلام ويب

السؤال:
منذ ست سنوات ونصف بدأت أسناني الأمامية الأربعة في الفك السفلي بالتخلخل، ذهبت إلى طبيب الأسنان، قال: لا بد من قلعها، ذهبت إلى أكثر من طبيب أسنان، وفعلا تحتاج الأسنان إلى قلعها فهي على وشك السقوط.

المهم كان أمرًا صعبًا على شاب أن يكون بدون أسنان، فذهبت إلى طبيب أسنان متخصص في زراعة الأسنان، وكان علي أن أدفع مبالغ مالية كبيرة.

المهم عملت الزراعة ولكن بعد زيارات الطبيب كل أسبوعين بعد شهر ونصف قال فشلت الزراعات وخسرت الأموال، ثم طلبت أن يركب لي جسر أسنان أي 6 أسنان السفلية الأمامية، مع العلم أنني غير مدخن، وأسناني في غاية الروعة، ولكن بعد فترة كانت الصدمة أنني مريض بالسكر نمط 2، وكان السكر يصل إلى مستويات عالية دون علم مني، ولمدة 6 أشهر وأكثر، سيطرت على السكر في الدم، وهو قريب من الطبيعي، لكن المشكلة أني عملت تصويرا لكامل أسناني فاتضح تآكل الكتلة العظمية لكامل الأسنان، أي الكتل العظمية التي تمسك بالأسنان جميعها متآكلة جدًا ومنحسرة، وأيضًا تبين أن هناك مصيبة كبيرة، فأسناني الأمامية الأربعة في الفك العلوي معرضة للسقوط في أي لحظة، وهناك حركة بهما.

كذلك جميع أسناني الأخرى متضررة وضعيفة بسبب تآكل العظم عن الأسنان، وكذلك هناك مشكلة كبيرة قلدي التهاب نسج داعم مزمن، ونزول اللثة عن جميع الأسنان وعدم التصاقها بها، ذهبت إلى طبيب أخصائي لثة، وقام بإجراء عملية للثة وخياطة، لا أعرف سبب قيام الطبيب بهذا، غير أنه أخذ مني مبلغا ماليا، إلا أن اللثة ما زالت حمراء، والتهاب نسج داعمة باللثة وانحسارها عن الأسنان.

تعرضت بعض الأسنان الأخرى إلى سحب العصب والتكسر والنخر، وأصبحت أسناني مصابة بتغير اللون أي أن لونها أصفر على الرغم من أنني في كل زيارة للطبيب أطلب تبيضها، وبعد فترة أسبوعين تعود صفراء، وكذلك أصبح هناك فراغات بين الأسنان صعب أن أقوم بإزالة الفضلات من بينها.

المهم هذه المشكلات للآن ليس لها حل لعدم توافر الجانب المادي، على العلم أنني غير متزوج، وليس لدي سكن، وليس لدي عمل، ومتعب ومرهق جسديا ونفسيا، ولدي أمراض كثيرة في جسمي من انحناء العمود الفقري جنف وحدب، والسكر في الدم، ضعف البصر، تلاسيميا صغرى، كسل الغدة الدرقية، تشحم الكبد، ضعف عضلات، تنميل دائم بالجسم، ضعف انتصاب ومشاكل في التبول، عدم تركيز، وتشتت وقلق وعدم نوم.

على الرغم أنني ذهبت إلى مشافٍ عدة، والتقيت بأطباء كثيرين طبيب غدد، وقلب وتناسلية، وعام، وأطباء عيون، وأطباء أسنان، فصرفت أموالي طيلة سنوات على الجانب الصحي، ولكن دون فائدة.

هل يمكن لأي فتاة أن ترضى بشاب مثلي مريض وفاشل من جميع النواحي الصحية والمادية والاجتماعية؟ ماذا أفعل بهذه المشكلات جميعها؟ أرجو النصح.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Husam حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقع استشارات إسلام ويب.

كان من المفترض إجراء تحاليل دموية تشمل صورة الدم، وسكر الدم، ونسبة الفيتامينات والمعادن من فيتامين د وغيره، وإجراء معالجة للنسج اللثوية الملتهبة قبل البدء بعملية الزرع، وإلا حكمنا على الزرعات بالفشل كما حصل لديك وكله خير -إن شاء الله-.

في المرحلة الحالية يجب عليك تقييم الأسنان بشكل جيد من حيث حركة الأسنان، ومقدار الامتصاص العظمي حول الأسنان، وإجراء أي خلع للأسنان المتقلقلة والاهتمام بالنسج اللثوية بإجراء تجريف للنسج الملتهبة، والبدء بالعلاج الدوائي التالي:
rodogyle حبة 3 مرات يوميًا بعد الطعام.
paradontex غسول للفم مرتين يوميًا.

كما يجب ضبط سكر الدم لديك وإبقائه ضمن الحدود الطبيعية للحفاظ على الأسنان لديك بالوضع الحالي، وإذا لم يحصل ضبط لسكر الدم قد تضطر لخلع الأسنان بسبب امتصاص العظم وتقلل الأسنان.

بعد إجراء العلاج اللثوي الصحيح، وإجراء خلع للأسنان المتحركة لديك يجب تقييم الفقد السني لديك واقتراح أي خطة للتعويض السني، ومن المفضل البدء بالتعويض السني المتحرك لسد الفراغ الناتج عن الخلع وتقييم التحاليل الدموية، وسكر الدم لمدة أشهر عند ضبط جميع التحاليل الدموية يجب إجراء عملية زرع الأسنان، ونضمن لك بهذه الطريقة تقليل نسبة حدوث الفشل إلى حد كبير.

لهذا أساس العلاج لديك من الناحية السنية ضبط سكر الدم أولا، والاهتمام بالعلاج اللثوي، والعناية الفموية الجيدة لتمهيد الأرضية الجيدة لأي تعويض سني في المستقبل، وللحفاظ على الأسنان وتقليل نسبة حدوث أي فقد سني لاحق.

أسأل الله لك الشفاء العاجل.
___________

انتهت إجابة د. أنس العطية استشاري أمراض الفم والأسنان والوجه والفكين، وتليها إجابة د. عطية إبراهيم محمد استشاري طب عام وجراحة وأطفال.
____________

من الواضح أن مشاكل اللثة والأسنان لديك ليس لها علاقة بمرض السكر؛ لأنك حديث العهد بذلك المرض ولكن قد تكون مرتبطة بالمشاكل الصحية الأخرى؛ لأن السكر يحتاج إلى سنوات طويلة لا تقل عن 15 إلى 20 عام لكي تظهر مضاعفاته الجانبية التي تؤثر في الأوعية الدموية، وبالتالي تترك أثرًا على بقية أعضاء الجسم، ومن المهم متابعة حالتك الصحية مع طبيب واحد للأمراض الباطنة والغدد Endocrinology للقيام بمتابعة السكر والغدة الدرقية، ومسألة ضعف الانتصاب وحالة القلق التي تصاحب تلك الأمراض، وعموما هناك خطوط عريضة يمكنك الاقتداء بها لتحسن حالتك الصحية.

فيما يخص السكر عليك قياس السكر التراكمي HBAIC%، والمفترض أن تكون النسبة من 7 إلى 8، ولا تزيد عن ذلك، ويمكنك بالإضافة إلى الحمية الغذائية وعدم الإكثار من السكريات والحلويات، وتناول حبوب Janimet 50 / 1000 مرتين بعد الغداء والعشاء التي تحتوي على نوعين من الأدوية التي تساعد الإنسولين الداخلي على العمل، بالإضافة إلى تناول قرص من حبوب Diamicron 60 mg على الريق قبل الأكل صباحا، وهذا العلاج سوف يحسن لك حالة السكر ويضبط السكر التراكمي -إن شاء الله-.

كسل الغدة الدرقية يعاني منه عدد كبير من الناس، ولا مشكلة في ذلك إطلاقا، والمهم قياس نسبة الهرمون المحفز للغدة TSH، والمفترض أن النسبة دائما تظل ما بين 0.45 إلى 4.5، وزيادة النسبة عن 5 يشير إلى أن الكسل ما زال موجودا، ويجب أن تتدرج الجرعات من 50 إلى 75 إلى 100 إلى 125 حتى يتم ضبط جرعات هرمون الثيروكسين البديل حتى يتنظم الهرمون المحفز، ويصل إلى ما بين 2 إلى 3.

كثير من الناس سواء لديهم مشاكل صحية، أو ليس لديهم تلك المشاكل يعانون من مرض التوتر والقلق، وأحيانا يعانون من مرض الاكتئاب، ولا مانع من زيارة طبيب أمراض نفسية لعمل جلسات تحليل نفسي، ويمكنك تناول حبوب Prozac 20 mg كبسولة واحدة يوميا في الشهور الستة القادمة لضبط الحالة المزاجية والنفسية مما سوف ينعكس إيجابا على بقية الأمراض، مع ضرورة المصالحة مع النفس وتغذية الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها وبر الوالدين وقراءة ورد من القرآن والدعاء والذكر، وممارسة الرياضة بشكل منتظم خصوصًا المشي، والركض كل ذلك يحسن الحالة المزاجية ويصلح النفس مع البدن.

بالتالي من الضروري كذلك أخذ حقنة فيتامين د جرعة 600000 وحدة دولية لزيادة نسبة الفيتامين، ثم تناول الكبسولات اليومية جرعة 1000 وحدة دولية، بعد ذلك أو جرعة 50000 وحدة دولية الأسبوعية لمدة 8 إلى 16 أسبوع، مع ضرورة التعرض للشمس في إحدى غرف المنزل المشمسة نصف ساعة ثلاث مرات في الأسبوع، مع التغذية الجيدة من البروتين الحيواني والتمر، والعسل، وشرب المزيد من الحليب، وتناول منتجات الألبان، وتناول مقويات للدم، وللمناعة مثل رويال جلي واميجا3، وهذه سوف تساعد على التخلص من حالة الهزال والضعف العام، مع ضرورة الإكثار من السلطات الخضراء لرفع نسبة الكوليستيرول الحميد، وبالتالي خفض نسبة الكوليستيرول السيء، وللتخلص التدريجي من شحوم الكبد، مع ضرورة ممارسة المشي بشكل منتظم؛ لأنه يساعد في التخلص من الدهون ويحسن الحالة المزاجية والنفسية.

يمكن التغلب على ضعف الإبصار بارتداء نظارة طبية حتى تحسن الظروف المادية، ويمكنك بعدها إجراء عملية ليزك لضبط الإبصار، واعوجاج أو تحدب العمود الفقري يعتمد على درجة الانحناء فإذا كانت زاوية الانحناء أقل من °25 فلا حاجة لك للعلاج فقط من خلال المراقبة، وتجنب الجلوس الخاطئ والاتكاء مع ضرورة تناول الفيتامينات المذكورة.

الثلاسيميا الصغرى لا تحتاج إلى علاج فقط متابعة صورة الدم والتغذية الجيدة، ويتم التغلب على ضعف الانتصاب من خلال المنشطات الجنسية، ومن خلال ضبط مستوى السكر ووظائف الغدة الدرقية في الدم وتحسن الحالة المزاجية -إن شاء الله- وندعو لك الله سبحانه وتعالى أن يرزقك بالزوجة الصالحة التي تعينك على الطاعة والعبادة، وتكون عونا وسندًا لك -إن شاء الله-

وفقك الله لما فيه الخير.

www.islamweb.net