الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
نعم اذهبي لمن يُرقيك، لمن يرقيك رقية شرعية سليمة وصحيحة، وبعد ذلك ارقي نفسك، هذه الخطوة العلاجية الأولى.
أما ما الذي بك؟
فأقول لك أن لديك قلق المخاوف وليس أكثر من ذلك، سَردتِّ قِصَّتك بصورة واضحة جدًّا، وكانت الشرارة الأولى ما حدث لك حين كنت في عمر الأربعة عشر عامًا، كانت بذرة المخاوف في ذاك الوقت، ومن ثمَّ بدأت تستشيرين حتى وصلت إلى ما وصلت إليه.
هذا كله يمكن علاجه - أيتها الفاضلة الكريمة – فالعلاج بالقرآن والرقية الشرعية علاج مطلوب وفيه فائدة لا يعلم مداها إلَّا الله تعالى، لأن الله تعالى قال: {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور} وقال: {وننزل من القرآن ما هو شفاء} وقال: {قل هو للذين آمنوا هدىً وشفاء} أي القرآن، والعلاج الدوائي علاج مطلوب وحثَّنا عليه نبينا -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (إنّ اللّهَ عَزّ وَجَلّ لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إلّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً)، وأفضل الأدوية التي تُساعدك هي مُحسِّنات المزاج ومُزيلات قلق المخاوف الوسواسي.
تحدَّثي مع والدك الكريم، وسوف يعرضك على الطبيب النفسي، لن يتردد في ذلك، وقطعًا أحد الأدوية التي سوف تفيدك هو عقار (لسترال Lustral) والذي يسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline)، ويوجد منتج مصري ممتاز يُسمَّى ( مودابكس Moodapex ).
إذًا العلاج الدوائي مهم وضروري وفاعل وسوف يُساعدك.
العلاج السلوكي يتطلب منك أن تكوني دائمًا إيجابية الفكر، أن تُحقري السلبيات، ألا توسوسي حول صحتك، أن توجّهي طاقاتك نحو بيتك وزوجك وأسرتك، واعرفي أن الواجبات أكثر من الأوقات، فاحرصي على ما ينفعك واستعيني بالله ولا تعجزي، واستمتعي بحياتك، اقرئي قرآنك، صلِّي صلاتك في وقتها، وكوني بارَّة بوالديك، وأحسني تعاملك مع زوجك.
أنا متأكد أن غرس هذه المفاهيم وتطبيقها وتغيير نمط الحياة على هذه الشاكلة سوف يساعدك كثيرًا.
بالنسبة لما وصفته بألمٍ شديدٍ في القلب: القلب ليس فيه ألم، هذه مجرد انقباضات عضلية في القفص الصدري، لأن التوتر النفسي يؤدِّي إلى توتر عضلي، وأكثر عضلات الإنسان تأثُّرًا هي عضلات القفص الصدري، وكذلك القولون العصبي (Irritable Bowel).
الرياضة - أيتها الفاضلة الكريمة – يجب أن تكون جزءًا من حياتك، التعبير عن مشاعرك وعن ذاتك، وأن تتجنبي الكتمان هذا يؤدِّي إلى التفريغ النفسي، ومحصلة التفريغ النفسي هي الراحة النفسية، تمارين الاسترخاء أيضًا مهمة، ضرورية، أرجو أن ترجعي لاستشارة بموقعنا تحت رقم (
2136015) راجعيها، استوعبيها، وطبِّقيها، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.