أعاني من الخجل عند التعامل مع البنات
2015-12-16 05:06:58 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا أعاني من الخجل عند التعامل مع البنات، قد يحمر وجهي وأخجل، وأتلعثم في الكلام، وقد لا أستطيع التفكير أو الرد على من تحدثني.
وعندما تمرُّ أمامي بنت أعرفها، أو في الدراسة، أحس بارتفاع ضربات قلبي، واحْمِرار وجهي، وهذا يحدث مع أي بنت، حتى لو كانت من أقاربي.
وأنا الآن أدرس في الجامعة، وهي مختلطة، وأُحرج جدًّا أمام البنات، أتمنى من كل قلبي لو لم تكن الجامعة مختلطة!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأريدك –يا مُحمَّدُ– أن تكون لك قناعة أنك رجلٌ حييِّ، والحياء من الإيمان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الإيمان بضع وسبعون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان).
لماذا تتهم نفسك بالخجل؟ لماذا لا ترى نفسك بهذه الكيفية –كيفية الحياء-؟ أعتقد أن بناء هذا المفهوم سوف يُساعدك كثيرًا، لكن الحياء لا يمنع من التعلم، ولا يمنع من الإقدام في عمل الخير والحرص عليه ومشاركة الناس والتواصل الاجتماعي، (ونعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهنَّ الحياء من أن يتفقهن في الدين).
الأمر الثاني: لا تندهش لما يقوم به المتطفلون الذين يركضون وراء بنات الناس، أنت المتحفُّظ الخجول الحيي، أنت على الحق وعلى صواب، أنت ممن ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (سبعة يظلهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلَّا ظله) وذكر منهم: (وشاب نشأ في طاعة الله)، وتعاملك مع البنات يجب أن يكون في حدود ما هو مشروع، التأدب والتقدير والاحترام والتذكُّر أن هذه قد تكون أختك أو إحدى قريباتك.
أنت لست محتاج لأكثر من ذلك، إذًا ابنِ فكرًا جديدًا، مفاهيم جديدة، وهذا سيريحك كثيرًا -أيها الفاضل الكريم-.
واعرف أن الاختلاط مشكلة كبيرة جدًّا، نحن يجب أن نعترف بذلك، لكنه بكل أسف أصبح واقعًا ملموسًا وموجودًا، وعلى ضوء ذلك أن ملايين الطلاب والطالبات يختلطون ويدرسون، نعم تم اختراق الحيِّز الجغرافي بكل أسف، لكن الحيِّز الإنساني -حيِّز التأدُّب، حيِّز غض البصر، حيِّز عدم الافتتان بالبنات والابتعاد عنهنَّ بقدر المستطاع– يجب أن يكون موجودًا، ومن أمثالك يستطيعن ذلك كثيرًا، لأن الأمر بالنهي في استطاعة الإنسان.
أنت بخير -أيها الفاضل الكريم– فلا تتهم نفسك بالضعف أو بالخجل من البنات، عش حياتك بصورة طبيعية، وإذا اضطررت للكلام معهنَّ فركز على كلامك ولا تنظر إليهنَّ، وغيِّر من مفاهيمك، واجتهد في دراستك، وكن متميزًا في جامعتك، ولا تأبه بأحدٍ مهما كان –بنات أو بنين– وإن شاءَ الله تعالى ما بك سوف يزول تمامًا، أنت لست مريضًا.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.