أخي يدخن ويحادث الفتيات فما السبيل لإصلاح حاله؟
2015-12-24 03:21:06 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نحن عائلة سعيدة -بفضل الله- رغم كل الظروف التي مرت بنا, والدي رجل عصبي المزاج، وعند حدوث أي مشكلة لأي منا يضع اللوم الأول والأخير على عاتق والدتي، عصبيته قد تكون هي العيب الوحيد، فهو كريم، وعطوف، ولم يتركنا نحتاج لأي شيء مطلقاً ووالدتي كذلك, وهو دائم النصح لنا، وخاصة لأخي المراهق، فهو يحذره من التدخين، والمكالمات المحرمة، ومن رفقة السوء.
لدي أخ في المرحلة الثانوية، عمره 17 عاماً، بدأ بالتدخين مؤخراً، أخلاقه طيبة مع الكل، يصلي في المسجد, وتعامله مع والدي محصور في نطاق ضيق جدا ويظن أن بر الوالدين يكمن في تنفيذ أوامرهم اليومية فقط, ويتحدث مع الفتيات كثيراً في مواقع التواصل الاجتماعي، قمت بنصحه أكثر من مرة دون فائدة. أخي يدخن ولا أستطيع إبلاغ والدي بذلك، فأنا أعلم أنه سيغضب وبشدة، والمتضرره من هذا كله أمي، وقد يقوم بطرد أخي من البيت, ولا أعلم ما هو الحل، أرهقني التفكير ولا يوجد لدي من أستطيع إبلاغه بالموضوع.
أحتاج إلى نصيحتكم وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وان ينفع ويحقق لنا ولكم الآمال.
لقد سرنا ثناؤك على والدك، وأفرحتنا شفقتك على والدتك، وأثلج صدورنا اهتمامك بإخوانك وسعيك في النصح لهم، ونسأل الله أن يثبتك، وأن ينفع بك، وأن يجعلك مصدر خير وفخر لأسرتك وأمتك.
لا شك أن الطريق الذى يمشى فيه شقيقك لا يحتمل التهاون، ونتمنى أن يكون لوالدتك دور في النصح لولدها، وينبغي أن يشعر أن الأمور يمكن أن تصل إلى الوالد، وعندها ستحدث الأمور التي لا ترضي أحدا، والأخطر من كل ذلك هو أن ما يحصل منه معاص لله، وإذا لم يتوقف فإن كل الإيجابيات التي فيه يمكن أن تتلاشى، والصاحب ساحب، فكيف إذا كان رفقة سوء.
ومما يعينك على الإصلاح بعد توفيق ربنا الفتاح معرفة المفاتيح المناسبة إلى قلبه، والإحاطة بخصائص مرحلته العمرية، ونتمنى أن تشعروه بالمسؤولية وتستخدموا معه أسلوب الحوار والإقناع، وأرجو أن يفوز منكم بالقرب والحب والقبول والأمان، وحبذا لو جعلتم المدخل بالثناء على صلاته وبره لوالديه، ومن المهم إشعاره أن الممارسات الخاطئة لا تليق مع الفضلاء الكرماء من أمثاله على قياس قوله تعالى {يا أخت هرون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا}.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونشرف بالمتابعة معك في مشروع دعوة الشقيق، ويسعدنا أن تصلنا منكم معلومات من أجل التعاون في وضع خطة دعوية محكمة بحول الله وقوته، وبشرى لك بقول النبي -صلى الله عليه وسلم- (لأن بهدى الله بك رجلا واحدا فذلك خير لك من حمر النعم)، فكيف إذا كان الرجل هو الشقيق؟!
نسأل الله لنا ولكم التوفيق، ولشقيقك الهداية، ولوالدكم الهدوء، وللوالدة والأسرة السعادة والفلاح.