ابنتي عنيدة تبكي حتى تستفرغ .. فكيف أتعامل معها؟
2015-12-25 21:53:35 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي بنت عمرها سنتان ونصف، ولديها أخ أصغر منها، عمره سنة وشهر. بنتي شقية جدا، تعاندني كثيرا، أضربها أحيانا فتبكي حتى تستفرغ جميع ما أكلت، وأحاول أن أتجنب تصرفاتها؛ حتى لا أضربها، ولكن ما يقلقني أنها دائمة الاستفراغ خصوصا بعد البكاء، حتى إنها تلجأ إلى البكاء وتكح حتى أنفذ ما طلبت، وهذا غير ضربها لأخيها وتقليد حركاته.
أريد أن أعرف كيف أتعامل معها وأربيها تربية صحيحة، جزاكم الله خيرا على كل ما تفعلونه.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم لين حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى أن يحفظ طفلتك ويرعاها.
أولاً: نحمد لك رغبتك ونيتك لتربية طفلتك التربية السوية، ونحسبك -إن شاء الله- من الأمهات المربيات الموفقات لفعل الخيرات.
ثانياً: نقول لك: إن حالة الطفل والظروف المحيطة به تؤثران كثيراً على تربيته من حيث الاهتمام الزائد به، ومن التركيز عليه في كل صغيرة وكبيرة، ومن الخوف عليه من السوء، وما إلى ذلك من المؤثرات البيئية والأسرية، ولا بد من وضع ذلك في الاعتبار.
والطفل في مثل هذه الفئة العمرية لا يدرك الخير ولا الشر، ولا الحسن ولا القبيح، فهو يقلد ما يشاهده من سلوك الوالدين أو الأطفال الذين في سنه، كما أنه في هذه السن يحب تملك الأشياء، والحصول على ما يرغب، ويطلب دون وعي أو مراعاة ظروف من حوله، وهذا سلوك طبيعي يمكن أن يسلكه كثير من الأطفال.
والأفضل -أختي الكريمة- أن لا تستخدمي أسلوب العقاب في هذه السن بهذه الطريقة التي ذكرتها؛ لأنها قد تؤدي إلى شرخ العلاقة بينك وبين طفلتك، وهي في حاجة للعطف والحنان منك، فيمكن أن تعلميها بالتوجيه البسيط، أو بالقدوة، فتسلكي سلوكا مرغوبا فيه أمامها، وتشجعيها عليه وتحفزيها على ذلك معنوياً أو مادياً عدة مرات حتى يثبت السلوك المرغوب فيه، ونطفئ السلوك غير المرغوب بطريقة هادئة وسلسة.
وأخيراً نقول لك: إن التربية تتطلب الصبر والنظرة الشمولية للعلاقات بين الأطفال وذويهم، أما الصراخ والبكاء بصورة دائمة ربما تعبر به الطفلة عن عدم إشباع لحاجاتها، أو عدم شعورها بالأمن والأمان، أو شعورها بالغيرة تجاه الأخ الصغير الذي يملك معظم الاهتمام والرعاية من الوالدين، فحاولي بقدر الإمكان إحاطتها بجو مليء بالعطف والحنان، خال من التوترات والتهديدات، والوعد والوعيد، واستمعي لها، وجاوبي على أسئلتها واستفساراتها، وأعطيها وقتا خاصا بها يكون فيه تواصل حقيقي بينك وبينها. وحصنيها بالآيات والأذكار في كل صباح ومساء، واسألي الله تعالى أن يحفظها ويهديها.
نسأل الله تعالى أن يحفظها ويرعاها.