زوجتي تستخدم السيبراليكس ولكن لا يوجد تحسن!
2016-01-04 03:56:22 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
إخوتي الكرام، مشكلتي هي في زوجتي، عمرها 25 عاما، منذ حوالي 6 شهور تأتيها حالات قلق وتوتر وهلع شديد مع اكتئاب شديد وضيق في الصدر وتفكير بالموت.
استشرت أحد الأصدقاء الأطباء فأعطاني سيبراليكس 10 حبة يوميا، والحمد لله خفت الأعراض وتحسنت قليلا، ولكن لم تنته المشكلة، فكلمنا الدكتور بعد 3 شهور من بداية العلاج، لأنه ما زال يوجد ضيق صدر وسرعة خفقان بالقلب وحالة هلع خفيفة وقت الاستيقاظ من النوم، فرد الدكتور بزيادة الجرعة إلى حبة ونصف، وإلى الآن مع 3 شهور من الجرع الجديدة لم تختف الأعراض، فهل هي أعراض جانبية للدواء وإذا تركت الدواء تختفي؟ أو هل بالفعل لم يتم التحسن ولابد من تغيير الدواء؟ وهل توجد خطورة إذا تركت الدواء تدريجيا قبل التحسن الكامل؟
ملاحظة/ زوجتي مسافرة إلى سوريا بعد 3 شهور، والأدوية غير متوفرة هناك، واحتمال أن تطول مدة جلسوها هناك، فما الحل؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ باسل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله تعالى لزوجتك الشفاء والعافية.
أخِي الكريم: العلاج لا بد أن يكون متكاملاً، العلاج النفسي مهم جدًّا في نوبات الهرع، وأقصد بالعلاج النفسي أن يُحقِّر الإنسان هذه النوبات، وأن يفهم أنها حالة نفسية -حتى وإن كانت خطيرة- ليست مزعجة، وأن يُطبق التمارين الاسترخائية، وهنالك ما يُعرف بتحقير الفكرة، هذه كلها علاجات مهمة جدًّا.
يُضاف إلى ذلك العلاج الدوائي، ثم العلاج الاجتماعي والذي يتمثل في: الإكثار من التواصل الاجتماعي، وحُسن إدارة الوقت، وصرف الانتباه التام عن الخوف والهلع، وقطعًا العلاج الإسلامي أيضًا مهم، وهو أن يعرف الإنسان أن هذا الخوف وهذه الرهبة يجب ألا تدفعه لكل الذي يعاني منه، ويتوكل الإنسان على الله تعالى، ويسأل الله تعالى أن يحفظه، وأن يُكثر من الدعاء، وأن يُحافظ على الصلاة في وقتها، وأن يصل رحمه، هذه كلها من العلاجات المفيدة جدًّا.
إذًا -أيها الفاضل الكريم– أحسن النتائج العلاجية تتأتَّى حين نأخذ هذه المسارات الأربعة مع بعضها البعض. زوجتك الكريمة أُعطي لها أفضل الأدوية، أُعطِيتْ الـ (سبرالكس Cipralex) وهو دواء رائع جدًّا جدًّا، وربما تكون مفتقدة لأشياء أخرى، إذا كانت هنالك أسباب يجب أن تُزال، لماذا هي قلقة؟ لماذا هي متوترة؟ ويجب أن تُصحح مفاهيمها أنها ليست بأضعف من الآخرين، وأن يُحوَّل فكرها من فكرٍ سلبي إلى فكرٍ إيجابي، وأن تصرف انتباهها عن الأعراض كما ذكرنا.
فيا أخِي الكريم: لا بد أن تأتي المسارات العلاجية الأخرى ليحصل التحسُّن الحقيقي، والذي سوف يستمر؛ لأن الدواء لوحده حتى وإن أدَّى لتحسُّنٍ ممتاز جدًّا، بعد أن يتوقف منه الإنسان سوف ينتكس إذا لم يُدعم نفسه بالعلاجات الأخرى.
وأود أن أضيف أيضًا أن التمارين الاسترخائية مهمة جدًّا، وكذلك التمارين الرياضية، يجب أن تكون جزءًا من علاج القلق المصحوب بالتوتر والهلع.
أخِي الكريم: بالنسبة للسبرالكس؛ يجب أن تُرفع الجرعة حتى 20 مليجراماً، معظم مرضى الهلع لا يستفيدون أقل من 20 ملجم، واجعل زوجتك الكريمة تستمر عليها لمدة 3 أشهر على الأقل، ثم بعد ذلك تُخفضها إلى 10 ملجم يوميًا لمدة 3 أشهر، ثم 5 ملجم يوميًا لمدة شهرٍ، ثم 5 ملجم يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء، فهذا هو البرنامج العلاجي الدوائي الصحيح.
أنا مُقدِّرٌ أن زوجتك سوف تذهب إلى سوريا بعد 3 أشهر، وفي هذه الحالة قطعًا تحتاج أن تُخفض جرعة العلاج، ويجب أن تتوقف منها قبل الذهاب، أو إذا وفَّرت الدواء وأخذتْهُ معها هذا قد يكون أفضل كثيرًا، أو إذا وجدتْ بديلاً للسبرالكس في سوريا هذا أيضًا سوف يكون كافيًا -إن شاء الله تعالى-.
أسأل الله لها التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.