زوجي يريد السفر للغرب وأخشى عليه الفتنة، فماذا أفعل؟
2024-02-13 22:17:01 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
زوجي يرغب في السفر إلى دولة غربية لزيارة قريب له، وهذا القريب لديه أخت، وأخته ليست محل ثقة أبدًا، وسيرجع بعد شهر؛ فهل أستطيع منعه من السفر بحجة أنه سيتركني دون نفقة، ولعدم رضاي عن سفره والمبيت في نفس البيت الذي تسكن به هذه المرأة -أخت قريبه-؟ علمًا أني تزوجت حديثًا.
جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميمونة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك –ابنتنا الكريمة– في استشارات إسلام ويب، نسأل الله أن يُصلح زوجك، وأن يصرف عنكما كل سوءٍ ومكروه، ونشكر لك اهتمامك بزوجك والخوف عليه من الوقوع في الحرام.
وإذا كان هذا التخوف الذي تجدينه في نفسك على زوجك تخوفًا صحيحًا وليس مجرد وهمٍ، بأن كان المكان محل ريبة فعلاً ويمكن أن يجرَّ الشيطان زوجك إلى الوقوع في ما حرَّم الله، فإنه ينبغي لك السعي للحيلولة دون أن يُسافر زوجك، وهذا من الإعانة له على الخير وتجنيبه الشر، والله سبحانه وتعالى يقول: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2].
ولكن ينبغي –أيتها البنت الكريمة– أن تتبعي أفضل الوسائل والسبل التي تُوصلك إلى هذا القصد.
وأما ما سألت عنه من كونك ستمنعين زوجك من السفر بحجة أنه لم يترك لك النفقة فهذا من حقك، إذا لم يترك لك زوجك نفقة المدة التي سيغيبها عنك، فمن حقك أن تمنعيه من السفر وألَّا تأذني له بذلك، ولا يجوز له أن يُسافر في هذه الحال إلَّا أن تأذني له، أو يُعطيك نفقة المدة التي سيغيبها، أو يُوكِّل مَن يعطيك هذه النفقة.
هذا من حيث الحكم الشرعي لسفر الزوج إذا لم يترك نفقة زوجته، لكن العمل بهذا وحده، من غير بحث في الوسيلة التي يقتنع بها الزوج للكفِّ عن هذا السفر والانصراف عنه، قد لا يؤتي الثمرة المرجوة، فقد يُعاند الزوج ويسافر، ولا تجدين من وسائل الإلزام ما يُلزمه بعدم السفر، وقد يتكلف، ويؤدي إليك نفقة هذه المدة، فأنا أنصحك بأن لا تجعلي هذا الحكم هو الشيء الذي تُعلِّقين به منعك لزوجك من السفر. ينبغي كذلك أن تجتهدي في رفع مستوى الإيمان في قلب زوجك، وأن تُذكِّريه بالله تعالى، وبالوقوف عند حدوده ولو بطريقة غير مباشرة، وأن تُخوِّفيه من عذاب الله تعالى، وتُحذِّريه من اتباع خطوات الشيطان.
ويُستحسن أن تُسمعيه بعض المحاضرات التي تتكلم عن استدراج الشيطان للإنسان، ونحو ذلك، فإن امتنع بهذه الوسائل والخطوات فالحمد لله، فإن لم يمتنع ورأيتِ استعمالك لذلك الحق سيؤدي المطلوب فإنه يجوز لك كما أسلفتُ.
نسأل الله تعالى لك الإعانة والتوفيق.