علاقة عاطفية تبعها فتور.. ماذا أفعل؟
2016-01-13 04:59:52 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا عمري 24 سنة، عاطلة، وأعاني من مشاكل في عائلتي، دخلت مكان التواصل الاجتماعي هروبا من الملل، وهناك تعرفت على شاب قريب من عمري، فأصبحنا نتحدث مع بعضنا، وكل طرف منا يحكي للآخر عن أحداث يومه.
تعلقت به جدا، وتحولت علاقة الصداقة إلى حب، ثم صرنا نتحدث بالموبايل، وأصبح يتواصل معي لفترات طويلة، لكن الآن لم يعد يسأل عني إلا نادرا، ولقد حزنت لمعاملته، هل كان يستغل وجودي كتسلية؟ وكيف يمكنني معرفة إن كان يحبني فعلا؟
أرجوكم ساعدوني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور الهدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يفرج الكرب، وأن ينفس ما تعسر على البشر تنفيسه، وأن ييسر بقدرته ما كان عسيرا على خلقه، وأن يلهمك طريق الصواب، وأن يرشدك إلى الحق، وأن يأخذ بناصيتك إليه، وأما بخصوص ما تفضلت به فإنا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولا: نحن -أختنا- نتفهم تماما ما تحدثت عنه من مشاكل، وكذلك نتفهم طبيعة الفتاة في مثل هذا السن وتلك الظروف، لكن المشكلة عندك -أختنا- أنك هربت من الخطأ إليه، فالدخول لاختيار الزوج من الانترنت أمر غير آمن تماما، وفي أغلب الحالات يؤول الأمر إلى الفشل، وربما إلى أصعب من ذلك، ونحن نقول لك -أختنا- كم من فتيات ضاعت حياتهن لجهلهن بها، وعدم سؤال أهل الاختصاص أو الأهل قبل الولوج في ويلات هذا الوباء، فقامت بعضهن بتصديق شباب ظنوهم أهل فضل، فكانوا على عكس ما ظنوا، ونحن هنا لا نتهم أو نجرح أو نعدل، وإنما نصف لك الواقع الذي ربما لم تشاهديه.
ثانيا: إننا هنا نحب أن نخبرك بأن ما تعانيه -أختنا- تعاني منه آلاف الأخوات إن لم يكن أكثرهن، وحتى يتم معالجة ذلك لا بد ابتداء من الإيمان بأمرين:
أ- الاعتقاد الجازم بأن الأمور مقدرة بقدر الله، والمؤمن الموحد يعلم أن كل شيء يقع في كون الله إنما هو بقدَر الله تعالى، وأن ما شاء الله كان، ولا شك أن الإيمان بالقدر هو من جملة أصول الإيمان التي لا يتم إيمان العبد إلا بها، ففي صحيح مسلم عن طاووس قال: أدركت ناسا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقولون: كل شيء بقدر، قال: وسمعت عبد الله بن عمر يقول قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كل شيء بقدر، حتى العجز والكيس. فلو قدر الله لك هذا الشاب لكان، بلا جهد أو تعب أو تفكير، ولو لم يقدره لم يكن ولو اجتمع أهل الأرض أجمعين.
ب- قد نرى الخير شرا والشر خيرا لجهل أو ضعف خبرة أو قلة تجربة، وقد قال الله عز وجل: "وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"، فالله عز وجل يعلم ما يصلح العبد، والمؤمن دائما مسلم لله في قضائه وقدره.
ثالثا: لا يُبنى بيت في الفضاء: ونعني بهذا أن وثوقك بمن لا تعرفين، أو الاعتقاد بأن من تحادثينه يتمتع بالأخلاق دون أي بينة، كان خطأ فادحا، وللأسف أغلب الفتيات يبنون صدق الحديث من عدمه على شعور كاذب، بأن محدثها صادق، وادعاء بأن الراحة عناوين المحادثة، ويتناسون دور الشيطان في مثل هذه المحادثات المحرمة.
رابعا: إننا ننصحك -أختنا- بالتوقف فورا عن مراسلة هذا الشاب، وتغيير إيميلك ورقم هاتفك، وحذف رقمه، وكل وسيلة يمكن أن يتواصل بها معك، وإعلان توبتك إلى الله، مع شكر الله أن الأمر لم يتطور أكثر من ذلك، واعلمي -أختنا- أن الزواج رزق وسيأتي ما قدره الله لك دون أن تذلي نفسك، أو تخوضي تجربة قد يكون وبالها عليك أشد.
وأخيرا نوصيك بالتقرب إلى الله أكثر، وقراءة باب القضاء والقدر في كتب العقيدة، والبحث عن صحبة صالحة من الأخوات المؤمنات، مع الإكثار من الدعاء أن يقدر الله لك الخير وأن يرضيك به، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تسعدين معه في دنياك وأخراك، وثقي أن الله يستجيب لمن دعاه، نسأل الله أن يوفقك لكل خير.