تبت من المعاصي ولكن صرت لا أستوعب وأخشى من الفشل الدراسي
2016-01-17 23:14:55 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
مشكلتي كالآتي: كنت أشاهد الأفلام الإباحية، وكنت أفعل العادة السرية، وكنت أتوب عنها وأعود مرة أخرى، لدرجة أني في إحدى المرات لم أكن أشعر بتأنيب الضمير، ولكني -والحمد لله- تركتها منذ فترة، ولكني بعد أن كنت ذكيًا وأستوعب بسرعة جدًا، وأحفظ جيدًا، لم أعد كذلك الآن؛ فلا أفهم أو أحفظ أو أستوعب، بل القليل لأكون صادقًا، ودائمًا أشعر بصداع وضعف، وأنام كثيرًا جدًا، ولا أكتفي بنومي، وأستيقظ منهكا كسلان، ولا أشكو، ظنًا أن شكوتي على بلائي تجعلني أفشل في ابتلاء الله لي.
والآن أنا نادم جدًا، مع العلم أني في الصف الثالث الثانوي، وأريد أن أدخل الطب؛ لكي لا أخذل أبي، والمراجعة على الأبواب، وأنا لست ملمًا بالمناهج كلها بالقدر الكافي بسبب مشكلتي.
أغيثوني، أرجوكم، فأنا تبت ولن أعود من كل قلبي، فهل ربي يقبل مني ويوفقني إلى هدفي أم يكون الابتلاء حقًا في فشلي في تحقيق هدفي؟ مع العلم أني كنت ملتزمًا جدًا قبل دخولي الثانوية.
أرجو الاهتمام -بالله عليكم- والرد السريع.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Azoz حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
أولاً: نقول لك: هنيئاً بتوبتك ورجوعك للغفور الرحيم، ونسأله سبحانه وتعالى أن يوفقك ويهديك إلى الصراط المستقيم.
ثانيا: نقول لك: إن الشعور بالذنب إذا زاد عن الحد المعقول يكون غير طبيعي، وأيضاً إذا لم يكن هناك شعور بالذنب فالأمر غير طبيعي. فالشعور بالذنب من فوائده أنه يجعل الإنسان يحاسب نفسه، ولا يتمادى في الخطأ، أما إذا كان زائداً فربما يصل بالإنسان مرحلة اليأس، وينعكس ذلك سلباً على صحته النفسية.
وللخروج من هذه الدائرة تذكر قول الله عزَ وجلَ: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم} (53 الزمر). فاستفد من هذه التجربة في مستقبلك بعد أن علمت أنها مرفوضة شرعاً، وكثير من الناس غرق في المعاصي، ولكنه تطهر بعد التوبة، وصار على الصراط المستقيم، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، والتائب حبيب الرحمن. ونرشدك للآتي:
1- التوبة النصوح؛ لأنها وسيلة لتقوية العلاقة مع الخالق, والالتزام بالفرائض خاصةً الصلاة؛ لأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر إذا أديت كما ينبغي أن تؤدى، وبرك لوالديك من أسباب سعادتك في الدنيا والآخرة.
2- الإكثار من فعل الطاعات والاستغفار؛ فإنه مزيل للهم والحزن، ومجلب للسعادة إن شاء الله، وكذلك تجنب فعل المنكرات، والابتعاد عنها، فالذنوب تسبب الضيق والضنك والتعاسة، وتذكر عظمة الخالق، وأنه مطلع عليك وعلى أحوالك، ألا تخشى منه؟!
3- تذكر الموت والقبر وأهوال يوم القيامة، وإذا أتيحت لك الفرصة لاتباع الجنائز؛ فاغتنمها.
4- تذكر أنك مراقب من قبل ملائكة كرام لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}.
5- تذكر أن هذا السلوك ينقص من شخصيتك وهيبتك، ويجعلك صغيراً وحقيراً في نفسك وفي عيون الآخرين.
6- ابتعد عن مشاهدة الأفلام غير الأخلاقية المخالفة للقيم والتعاليم الإسلامية؛ لأنها من خطوات الشيطان.
نسأل الله تعالى لك التوفيق وتحقيق الأماني.