حياتي تضيع بسبب الوسواس والقلق.. ساعدوني
2016-07-17 06:25:19 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدكتور الفاضل محمد عبد العليم سبق لي ومنذ ثلاث سنوات أن أرسلت لكم استشارتي رقم 2183775، وها أنا الآن أعود لكم من جديد حالتي تزداد سوءًا، تعبت من الشكوى لأهلي، فهم لا يعيروني اهتماماً، معاناتي كل يوم تزداد، وغير ذلك الوسواس زاد علي، وأصبحت أوسوس في الموت وغيره، والأعراض النفسوجسدية ظهرت علي بشكل كبير، عمري الآن 17سنة، وأحس حياتي تضيع من هذا الوسواس والقلق.
أعاني من قلق وتوتر والأعراض هي:
- غثيان مستمر.
- ضيق تنفس مزمن، ولا أقدر أن آخذ نفسا إلا بعد 3 مرات أو تثاؤب.
- خفقان وسرعة ضربات قلب.
- اضطرابات القولون.
- آلام في أنحاء متفرقة.
- دوخة شديدة لا أخرج من المنزل بسببها، وحتى إن خرجت يحصل لي إغماء، ومن يومها وأنا يحصل لي فوبيا من الدوخة حتى لا أقع.
- حتى عندما أنام وأغمض عيني أشعر بدوار شديد.
والله تعبت من إظهار القوة، وأنا منهارة من الداخل أريد الذهاب للطبيب النفسي، لكن مع من سأذهب؟ فأهلي لا يهتمون، وأنا ليس لدي قدرة للذهاب لوحدي.
لم أعد أهتم بأي شيء، أحس نفسي في عالم غريب وفي ضياع تام، أحب الجلوس وحدي، ولا أحب أن أتكلم مع أحد.
أعرف مرضي جيدًا، ولكني أنتظر العلاج، وأيضا نوبات الهلع قتلتني، ليس لي بعد الله غيرك -يا دكتور- ساعدني أرجوك.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك جداً في استشارات الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية -أيتها الابنة الفاضلة-، قطعاً الإنسان حين يتطور ويرتقي في عمره يصبح أكثر إدراكاً لأحاسيسه، أنا لا أريدك أبداً أن تعتقدي أن حالتك قد أصبحت أسوء أو أكثر تعقيداً، الذي أراه هو أن مدارك الفهم والمهارات عندك قد تطورت، لذا أصبحت أكثر إدراكاً وأدق ملاحظة ومراقبة لوظائفك الجسدية والنفسية؛ مما جعلك تحسين بالمزيد من القلق والتوتر وضيق التنفس واضطراب القولون، وكل هذه الأعراض التي ذكرتيها.
أنا أعتقد أنك تعانين من قلق مخاوف، وقلق المخاوف يمكن احتواؤه وعلاجه، من جانبك لا بد أن تقومي بأشياء معينة، وهذه لا علاقة لها أبداً بموضوع عدم اهتمام الأهل، أن تنامي نوماً مبكراً هذا مهم، وأن تثبتي وقت النوم، وأن تتجنبي السهر، وأن تحرصي على أذكار النوم، وأن تقومي بممارسة تمارين رياضية يومياً -أي نوع من التمارين الرياضية داخل البيت أو خارجه-، وثالثاً: أن تنظمي وقتك وأن تجتهدي في دراستك، وأن تحرصي على أمور دينك، وأن تكوني بارة بوالديك، وأن تبني علاقات متميزة مع الصالحات من البنات، هذه أموره كلها تساعد بل -إن شاء الله تعالى- وتؤدي إلى شفائك، هذا لا علاقة له بالأهل، أرجو أن تتفهمي هذا النقطة بصورة دقيقة جداً.
أنا أتعاطف معك كثيراً، وأنا أؤمن وأقتنع أن التغيير يأتي منك أنت، وقد حباك الله بالقدرة والطاقات النفسية والجسدية والإمكانات التي تجعلك تتغيرين، وانظري للمستقبل بإشراق، انظري للمستقبل بأمل وبرجاء؛ هذا يجعلك -إن شاء الله تعالى- تتغيرين وتتبدلين، إذاً هذه هي النقطة الأولى والنقطة الجوهرية.
النقطة الثانية: ليس هنالك ما يمنع أن تتحدثي مع أحد أفراد أسرتك الذين ترين فيه خيراً، وأنه أكثر تعاطفاً معك، وتقنعيه بأنك تعانين من قلق المخاوف كما ذكرنا لك، وليس هنالك ما يمنع أن تعرضي عليه صورة من إجابتنا هذه، وتحدثي عن حاجتك للذهاب لمقابلة الطبيب، إن لم يكن طبيباً نفسياً فطبيب الأسرة سوف يكفي تماماً؛ لأنك تحتاجين لدواء بسيط، 70% من علاجك يقوم على النقاط التي ذكرتها لك في النقطة الأولى، و30% يقوم على الدواء، -والحمد لله تعالى- الآن توجد أدوية سليمة غير إدمانية لا تؤثر على المكونات الهرمونية عند البنات، فتحدثي مع أحد أفراد أسرتك، واذهبي إلى الطبيب كما ذكرت لك حتى طبيبة الرعاية الصحية الأولية ستكون مفيدة لك أن تجري لك الفحوصات العامة، لا بد أن تتأكدي مثلاً من مستوى الدم لديك.
هذه الدوخة الشديدة حتى وإن كان سببها القلق ربما يكون أيضاً سببها ضعف في الدم، نعم هي مرتبطة بخروجك من المنزل، وهذا يدل على قلق المخاوف، لكن يجب أن تتأكدي، إذاً إجراء فحوصات طبيبة بواسطة طبيبة الرعاية الصحية هو المدخل الصحيح، ويمكن لأحد أفراد أسرتك أن يقتنع، بعد ذلك قد يصف لك أحد مضادات المخاوف مثل السبرالكس أو الزوالفت، وبجرعة صغيرة، ولمدة ليست طويلة، هذا سيكون هو الحل التام لمشكلتك هذه.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.