أشكو من توهم الأمراض والقولون العصبي، فما علاج ذلك؟
2016-07-14 04:15:55 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا شاب أعاني من توهم المرض منذ أربع سنوات، وتعددت الأوهام حتى أصبح شعري متساقطاً، ويكاد يرى الصلع منه، وقولون عصبي، وتوهم أفسد حياتي تماماً، هو مستمر معي منذ أربع سنوات، وأصبح التوهم خصوصاً على الثدي.
فحصت عند أربعة أطباء، وقالوا: إنك سليم، وما زال وسواس الثدي مستمراً لمدة سنة ونصف، لقد نكد عيشتي، واشتد بي حجم المعاناة وضيق العيش.
أرجو الإفادة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونشكرك على ثقتك في هذا الموقع، وهذه أول مشاركة لك ولكنها مشاركة مهمة، فأسأل الله تعالى أن ينفعك بما سنقوله لك.
أيها الفاضل الكريم: أنا لا أريدك أبدًا أن تعتبر أنك متوهم مرضيًا، أنت لديك مخاوف مرضية، وهذه العلة شائعة بين الناس، وهي تتفاوت في حِدَّتها وشِدَّتها، والتخوف المرضي – أخي الكريم – سببه في هذا الزمان أن الأمراض قد كثرت، واطلاعات الناس أيضًا قد كثرت حول المعلومات الطبية، ومنها ما هو صحيح، ومنها ما هو خطأ، ومنها ما هو مغلوط، وبصفة عامة: تسارع الحياة وتسابق الناس وافتقاد الطمأنينة وضعف الإيمان في بعض الأحيان أعتقد أنها عوامل أدتَّ إلى نوع من الهشاشة النفسية التي جعلتْ الناس تتخوف المرض كثيرًا.
أيها الفاضل الكريم: أول الخطوات التي تتخذها هو أن تُقرر ألا تتنقل بين الأطباء، هذه نصيحتي لك، أعرفُ أن هذا الأمر ليس بالسهل، وأعرفُ أن هنالك استحواذاً، وأعرف أن هنالك إلحاحاً ودافعية شديدة لأن تقرأ وتطلع وتقابل أكثر عدد من الأطباء لتطمئن.
كما تُلاحظ أن الطبيب حين يقوم بنصيحتك وطمأنتك تستجيب لفترة قصيرة ثم تعود الكرَّة وتأتيك نفس الأعراض، فيجب ألا تتنقّل بين الأطباء، هذا أنصحك به وأحتِّم عليه تمامًا.
الأمر الثاني: أنت محتاج للعلاج الدوائي المضاد للمخاوف المرضية، هنالك أدوية فاعلة جدًّا بفضل الله تعالى، عقار مثل (زولفت) والذي يسمَّى علميًا (سيرترالين) هو من الأدوية الممتازة والممتازة جدًّا، ويُضاف إليه العقار الذي يعرف علميًا باسم (سلبرايد) أو تجاريًا (دوجماتيل)، هذه أدوية مفيدة جدًّا لهذه الحالات، خاصة إذا التزمت بتناول الدواء بالجرعة المطلوبة.
ثالثًا: أنت محتاج لأن تصرف انتباهك عن الأعراض، وصرف الانتباه يكون من خلال استغلال الوقت واستثماره وإدارته بصورة صحيحة، يجب أن تُقسِّم يومك لمهامك الحياتية، من أعمال، واطلاعات، وقراءة، وممارسة رياضة، وتواصل اجتماعي، والإنسان الذي يُكثّف من تواصله الاجتماعي ويبني نسيجًا اجتماعيًا ممتازًا يصرفه ذلك تمامًا هذه الأعراض.
أخي الكريم: هذه الأمور أنصحك بها، أضف إلى ذلك الحرص على الرياضة نعتبره أيضًا أمرًا أساسيًا؛ لأنها بالفعل تزيل الشوائب النفسية من هذا النوع، وتفيد الإنسان، وتُحسِّن من دافعيته.
أيها الفاضل الكريم: لابد أن يكون هنالك هدف في حياتك، حدِّد أهدافك، وحدد الآليات التي توصلك إلى أهدافك، هذه مهمة وضرورية جدًّا.
أرجو أن تلتزم بهذه الأسس الأربعة التي ذكرتها لك، وأنا على ثقة تامة أنه سوف يتم شفاؤك بإذن الله تعالى.
أتمنى أن تكون إجابتنا كاملة ومفيدة بالنسبة لك، ومطالبتك الإجابة الكاملة والمفيدة أنا أقدِّره تمامًا، وأجد لك العذر، لأني أعرف أن صاحب الوساوس دائمًا يُحب التفاصيل، نحن لا نلجأ للتفاصيل غير المفيدة، إنما نعطي جوهر ما هو مفيد، فأرجو أن تستفيد مما ذكرنا لك، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.