أعاني من آلام في رأسي تأتيني في فترة المساء غالباً
2016-07-26 03:07:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
بارك الله فيكم على جهودكم في نفع المسلمين.
أنا شاب بعمر 23 سنة، أدرس في كلية الهندسة، أعاني من آلام في رأسي تأتيني في فترة المساء غالباً، كأن شيئاً يضغط على رأسي في الخلف على اليمين واليسار، خاصة على اليمين، وآلام يصاحبها خواطر شر من جميع الأشكال من الكفر من سوء الظن بالناس، من تخيل مواقف يعتدى فيها علي بالضرب أو القتل!
هذه الآلام تشتد خاصة إذا حصل لي شيء يثير القلق، كأن أقف أمام الأساتذة وأبقى يوماً كاملاً أفكر لماذا فعلت كذا ولم أفعل كذا؟!
علماً بأني قديماً قبل سنتين تناولت زولفت لقرابة 5 أشهر، مع انقطاع طفيف لأسبوع أو أسبوعين، لظروف ماديّة، لتخفيف الوسواس القهري الذي كان عندي، والحمد لله، قل قليلاً، لكنه رجع مع آلام في الرأس، وشرود ذهني متواصل عقلي، لا يرتاح أبداً دائماً يفكر في أي شيء.
أريد الذهاب لطبيب الدماغ حتى أتأكد من سلامة دماغي، فبماذا تنصحوني؟
علما أن والدي يرفضان تماماً الذهاب إلى طبيب نفسي، حاولت معهم ولم أجد معهم حلاًّ.
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الابن الكريم: آلام الرأس التي تعاني منها واضح أنها ناتجة من قلق واضطراب نفسي، لأنه يُصاحبها مجموعة من أعراض القلق، مثل شرود الذهن، وعدم الراحة، وكل هذه أعراض واضحة للقلق وللتوتر النفسي، وطبعًا فترة الدراسة الجامعية – خاصة الكليات العلمية الرفيعة مثل الطب والهندسة – يكون الضغط على الطلبة بدرجة ملحوظة.
هذه الأعراض التي تشتكي منها واضح أنها ناتجة من الضغط والتوتر والقلق النفسي، وذكرتَ أنك استعملتَ حبوب (زولفت) وتحسَّنت عليها لمدة خمسة أشهر، ومن الواضح أنه ليس هناك مرض عضوي لديك، أو خلل في الدماغ يستوجب منك الذهاب لاختصاصي المخ والأعصاب، لأن هذه أعراض نفسية واضحة، ولكن المشكلة تكون في أن والديك يمنعانك من الذهاب إلى طبيب نفسي، وعليه فهناك اقتراح أشيره عليك:
إما أن ترجع لتناول علاج الزولفت لفترة أخرى حتى تزول هذه الأعراض تمامًا، وبعدها تتوقف عنه بالتدريج، بسحب ربع الجرعة كل أسبوع، أو إذا ذهبت إلى طبيب مخ وأعصاب، وبعض أطباء المخ والأعصاب عادةً تكون لهم معرفة معقولة بالأمراض النفسية، فقد يُعالجك من حالتك النفسية، وهنا تكون تجاوبتَ مع والديك، ولكن من الأفضل أن تُراجع طبيبًا نفسيًا، فحاول مرات ومرات التحدث مع والديك وإقناعهما بأن مراجعة الأطباء النفسيين الآن شيء طبيعي، ولا يعني أن هناك مشكلة عقلية أو مشكلة كبيرة.
وفقك الله -يا ابني- وسدَّد خُطاك.