الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Fadi حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء.
كما تفضلتَ وذكرتَ –أيها الفاضل الكريم- فإن درجة الوسوسة عندك قد وصلت لمرحلة مزعجة بالنسبة لنفسك الطيبة، ويظهر أنك قد تعايشت مع هذه الوساوس بعض الشيء، ولم تقاومها، ولم تُحقِّرها بالكيفية المطلوبة، لذا أصابك ما أصابك الآن من الوساوس.
المبدأ العلاجي –أيها الفاضل الكريم- هو أن الوساوس يمكن أن تُعالج، الوساوس يجب أن تُحقَّر، الوساوس يجب أن تُرفض، نقاشها حوارها ليس من المصلحة أبدًا، بل على العكس تمامًا كثيرًا ما يؤدي إلى تثبيت واستشراء هذه الوساوس.
أرجو أن تكون قريبًا جدًّا من إمام مسجدك، أنت ذكرت أنه يأتيك فكر انتحاري، هذا فكر سخيف، أنا أعرف أنك لن تقدم على هذا الفعل الشنيع، لكن أرجو أن تكون قريبًا من إمام المسجد، تكلَّم معه حول هذه الوساوس، وسوف تجد إن شاء الله تعالى الإرشاد التام والتوجيه الصحيح.
كن مع أصدقائك، وزِّع وقتك بصورة جيدة، اشغل نفسك، مارس الرياضة، احرص على أذكار النوم، احرص على الإكثار من الاستغفار ومن الاستعاذة بالله من الشيطان، هذا كله يُساعدك ويُساعدك كثيرًا –أيها الفاضل الكريم- واعلم أن هذه الوساوس سوف تزول يومًا من الأيام، وإن شاء الله تعالى هذا اليوم قريب.
الوسواس ليس جزءًا من نفسك، ليس جزءًا منك، هو دخيل عليك، وما هو دخيل يجب ألا يقبع في نفوسنا، هذه مبادئ علاجية سلوكية أصيلة، أرجو أن تسترشد بها.
أما بالنسبة للدواء فأنا أراه ضرورة في حالتك، ضرورة مُلحة جدًّا، وإن لم تستطع أن تذهب إلى طبيب نفسي اذهب إلى الطبيب العمومي في المنطقة التي تعيش فيها، والطبيب سوف يصف لك عقار مثل (فافرين) أو بروزاك، كلاهما جيد، والفافرين ربما يكون هو الأفضل والأسلم في حالتك.
تحدَّث مع والديك حول هذا الموضوع، وأنا متأكد أن لا أحد سوف يرفض أن تتناول الدواء، لأن الدواء أساسي، بل هو الذي سوف يُفتِّت إن شاء الله تعالى هذه الوساوس، ويساعدك على مقاومتها وتحقيرها وتجاوزها، فأرجو أن تذهب إلى الطبيب العمومي ليكتب لك الدواء المضاد للوسوسة.
وللفائدة راجع تحريم الانتحار والتفكير فيه: (
262983 -
110695 -
262353 -
230518)، منهج السنة النبوية لعلاج الأمراض النفسية: (
272641 -
265121 -
267206 -
265003)، وسائل تقوية الإيمان: (
240748 -
231202 -
278059 -
278495).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.