ما الفرق بين اضطراب الأنية والقلق النفسي والاكتئاب؟
2016-08-07 04:05:40 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا شاب عمري 20 سنة، أرجو مساعدتي، فأنا قد عانيت في المدة الأخيرة من تغير في الرؤية، وبعدها انتابتني فكرة أني في حلم، حتى أني أصبحت أشك في كوني في حقيقة أم لا، حتى قرأت بأن حالتي هي اضطراب الأنية.
علما أنها تأتيني للمرة الثانية بعد خمس سنوات، وقد تغلبت عليها بلبس نظارة لتعويض نقص النظر، وبالدعاء أيضا.
تطورت حالتي، خاصة مع السهر ليلا، والنوم نهارا؛ فأصبحت لا تنتابني فكرة أني في حلم، لكن أشعر أن عقلي لا يعمل، أشعر كأني بلا عقل، وأفعالي تكون تلقائية، كما أعجز أحيانا عن وصف حالتي حتى لنفسي، وأشعر بفراغ، وأصبحت أخاف من أن يصيبني الجنون أو تتعكر حالتي، وأصبحت أشعر بضعف داخلي، وكأن شيئا يمزقني.
أشعر بألم في قلبي، وكأنني سأموت، إضافة إلى ذلك، أريد أن أزور الطبيب النفسي، ولكن أشعر أني من الصعب أن أشفى، وأخاف من المهدئات، وأريد أن أتعالج، ولكن قريبي أصيب بالجنون نتيجة المهدئات؛ لذلك أخافها، وأشعر أن علاجي وقتي، وستعود هذه الحالة.
صارت عندي رغبة في النوم؛ كي أتهرب من القلق النفسي، خاصة ما يكون نهارا، ويصعب أن أفرح، حتى عند الفرح تقلقني حالتي، ولدي تخوف من المستقبل.
أرجو أن تفيدني بشيء عن حالتي، هل هي خطيرة؟ وهل علاجها نهائي؟ علما أني أشعر أنها أكثر من أن تكون اضطراب أنية.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ manai حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
عرض الأنية هو أن يحس الشخص بأن مشاعره تجمّدتْ، أو لا يستطيع أن يحس بمشاعره، ويحس بتغيير الآخرين من حوله، هذا عرض الأنية، واضطراب الأنية هو تكرار هذا العرض عند الشخص، إحساسه بأن مشاعره تجمّدتْ، لا يستطيع أن يحس بإحساسه، أي أنه في داخله تغيَّر، والناس من حوله تغيَّروا، ولا تُوجد أعراض أخرى، هنا يُسمى هذا الاضطراب باضطراب الأنية.
أما ما تحسّ به من مشاكل في النوم، وخوف من الموت، أو كأنك سوف يذهب عقلك والإحساس بالاختناق، كل هذه أعراض قلق واكتئاب في نفس الوقت، مزيج من أعراض القلق النفسي، والاكتئاب في نفس الوقت.
فإذًا ما تعاني منه ليس اضطراب الأنية، ولكنه قلق واكتئاب، والآن معروف أن معظم الناس يكون عندهم خليط من أعراض الاكتئاب والقلق النفسي، فقد يكون الاكتئاب هو الأصل وبه أعراض قلق نفسي، وقد يكون القلق النفسي هو الأصل وبه أعراض اكتئاب.
أما قولك عن أن قريبك سوف يذهب عقله لأنه يتناول المهدئات، فهذا طبعًا كلام عارٍ عن الصحة، المهدئات لا تؤدي إلى المرض النفسي، بل الأمراض النفسية المزمنة هي التي تطلب علاجًا مستمرًا.
إذًا -يا أخي الكريم- ما تعاني منه هو قلق واكتئاب نفسي، فعليك بالتوجُّه إلى الطبيب النفسي، وكن واثقًا من نفسك، العلاج الآن ليس بالأدوية فقط، بل هناك علاجات بالأدوية وبالجلسات النفسية، فلك مُطلق الخيار الآن في اختيار الأسلوب الذي تراه أمثل لحالتك، فيمكنك أن تناقش طبيبك النفسي إذا كنت لا تريد العلاج بالأدوية، وتفضل العلاج النفسي، فسوف يقوم بوصف هذا العلاج لك.
وفقك الله وسدَّد خُطاك.