أصبت بوسواس أن الناس تستطيع قراءة أفكاري!
2016-08-07 04:57:34 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شخص في العشرين و8 شهور من عمري، جاءني وسواس قبل سنتين أو ثلاث سنوات بسبب الكبتاجون، وهو أن الناس تقرأ أفكاري مع وسواس الفكرة الملحة البغيضة يعني ( تأتيني الفكرة الملحة الغبية التي أبغضها وأشعر أن الناس تقرأ ما أفكر فيه).
أول ما تخرجت من الثانوية قبل سنتين ونصف، جلست في البيت، وسحبت على كل معارفي، ولا أخرج أبدًا من غرفتي سنتين كاملة حتى لا يقرأ أحد أفكاري وأنحرج من سخافتي أو سخافة الوسواس.
منذ ثلاثة شهور بدأت أخرج من البيت، وتحسنت حالتي حتى تقريبا شفيت، وطبعا لا أدرس ولست موظفا، فقدمت على وظيفة عسكرية، وكانت المقابلة في منطقة بعيدة، وقال لي أبي ( اذهب مع الباصات، ولا تذهب مع الكدادين )، المهم ذهبت مع الباصات إلى المقابلة، وكانت كل أموري تماماً، وأنا راجع لمنطقتي بعد المقابلة رجعت مع الكدادين، حتى أصل بسرعة، لكن رجعت المشكلة لي، الحالة القديمة وحسيت الكداد يقرأ افكاري ويقولها لصديقه، وهل فعلا هناك أناسا تقرأ الأفكار؟ وكيف يقرؤونها؟ وكيف أجعلهم لا يقرؤون أفكاري؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي الكريم: الشعور بأن الناس تقرأ أفكارك، أو أن أحد يطلع على أفكارك، أو أن أفكارك متلفزة - كما يقولون - هي واحدة من الاضطرابات الفكرية التي تُشير إلى وجود مرض ذهاني - أي مرض عقلي - وهذه الظاهرة قد تكون متصلة بظواهر أخرى، لكن حتى إن وُجدتْ لوحدها فنعتبرها مؤشِّرًا مرضيًا مهمًّا، وذلك حسب المعايير التشخيصية للأمراض النفسية في العالم.
الكابتجون وما يحتويه من مكون الأنفتامينات يؤدي إلى إثارة كبيرة في كيمياء الدماغ، على الأقل لدى بعض الناس، ويحصل نوع من الإفراز الزائد والهيجان لمادة الدوبامين، وهي مادة رئيسية أو موصِّل عصبي مهم، واضطرابه يؤدي إلى الفكرة التي أُصبتَ بها.
أخي الفاضل: خط العلاج الرئيسي والجوهري هو أن تبتعد ابتعادًا تامًّا عن تناول الكابتجون، وأي مثير عقلي آخر كالحشيش مثلاً، هذه قطعًا لا تُناسبك، والذي يظهر لي أن لديك اضطرابا كيميائيا مُسبقا، أو أن لديك الاستعداد التام لظهور هذا الاضطراب حين تتناول هذه المواد، يعني أن القابلية لديك واضحة، الاستعداد والقابلية هي التي تؤدي إلى ظهور الأعراض حينما تكون هناك مؤثرات خارجية أخرى، هذا من ناحية.
الناحية الثانية: هذه الأفكار عاودتك بعد أن اختفت، وذلك حينما كنت راجعًا من رحلة التوظيف للقوات المسلحة، أعتقد أن بقايا الاضطراب الكيميائي ما زالت موجودة حتى بعد توقفك من التعاطي، ولذا أنصحك بتناول أحد المضادات الذهانية البسيطة، عقار (رزبريادون) مثلاً سيكون كافيًا جدًّا في حالتك، والجرعة هي واحد مليجرام ليلاً لمدة أسبوع، ثم تجعلها اثنين مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم واحد مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
الدواء من مضادات الذهان الممتازة، وبما أن حالتك خفيفة الجرعة التي وُصفتْ لك هي جرعة صغيرة جدًّا، علمًا بأن بعض الناس يحتاجون لجرعة 12 مليجرام من الرزبريادون يوميًا، لكن لا أراك في حاجة لمثل هذه الجرعة، وقطعًا إن تواصلت مع طبيب نفسي هذا سيكون أمرًا جيدًا ومقبولاً، وتُوجد خيارات دوائية أخرى كثيرة.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.