علاقة التقارب بين المرأة وابن أختها وتأثيرها على حياتها الزوجية.
2005-01-05 15:40:51 | إسلام ويب
السؤال:
بعد السلام عليكم.
أرجو إفادتي في حالة ابنتي.
حيث إنني احترت في فهمها، أو تفسير أفكارها، فهي في الثالثة والأربعين، وقد مرت منذ فترة بتجربة نفسية سيئة من سبع سنوات، انفصلت عن زوجها، ولم تنجب، وعادت إلينا، وأصرت على الاستقلال بحياتها في نفس المنزل، ولكن في شقتها الخاصة، ومرت بأوقات صعبة، حتى تغلبت عليها، وأكملت دراستها الجامعية، وحصلت على الشهادة، والتحقت بالعمل.
ولكن ارتباطاتها بمنزل إحدى شقيقاتها يشكل لي إزعاجاً دائماً، فهي شبه مقيمة عندها، ولدى شقيقتها ولدين وبنت، وهم جميعاً مرتبطون بها، ولكن هناك مشكلات كثيرة، خاصة في سلوك الولد الأكبر، 26عاماً، فهو قد فشل دراسياً، ولا يستمع إلا إليها، وقد أثر هذا في فكرة زواجها مرة أخرى، حيث لاحظ الزوج الجديد هذا الارتباط الغريب، وحدثت مشاكل من وراء ذلك، ولكنها تصر على أنها تتصرف بصورة طبيعية، فهي خالة، والخالة والدة -كما تقول- وتكاد حياتها الجديدة تنهار بسبب هذا الارتباط الغريب، فهل هي في حاجة إلى علاج نفسي؟ أم أن الأمر غير ذلك؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونشكرك على حسن ظنك بنا، كما لا يفوتنا أن نبدي سعادتنا بقدرتك على استخدام شبكة الإنترنت، والتواصل معنا أو مع غيرنا من المواقع التي تقدم الخدمات الإسلامية عبر هذه الشبكة، وهذا شيءٌ يبعث على الفرح والتفاؤل من قدرة المسلمين في استيعاب تقنيات العصر، وتسخيرها في خدمة قضاياهم، شريطة أن يكون ذلك كله وفق منهج إسلامي صحيح، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهدي ابنتك صراطه المستقيم، وأن يوفقها للصواب، وأن يبصرها بالحق في أمور دينها وديناها.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن مما رصده علماء النفس والتربية والسلوك أن الظروف الصعبة قد تولد نوعاً من القواسم المشتركة بين أهلها والمصابين بها، وأنها قد تؤدي إلى نوع من الألفة والتعلق بين أفرادها، حتى ولو كانوا من الحيوانات، كما تؤدي نفس النتيجة الظروف الحسنة والأحوال المستقرة، ووحدة الهدف والغاية، فهذه أمور من شأنها أن توجد نوعاً من التآلف، كما قال سبحانه في شأن المؤمنين الأولين:((وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ))[الأنفال:63].
فالصحابة قد جمع بينهم الإيمان والإسلام بصرف النظر عن قبائلهم وأجناسهم ولغاتهم، وهكذا بقية الأمور، وفوق ذلك فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الأرواح جنودٌ مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف)، فقد يرتبط الإنسان بآخر دون أدنى رابطة أو هدف، وذلك بفعل هذا التعارف الروحي الذي قدره الله، وهذا ما أتصور حدوثه بين ابنتك وابن أختها، فكلاهما يمر بظروف صعبة أدت إلى توحد في الهم وعدم الاستقرار، وساعد على ذلك تقارب السن وصلة الرحم، إلا أن ذلك لا ينبغي أن يكون مدعاة لإهمالها لحقوق أهم من ذلك كحقوق الزوج أو الأم مثلاً؛ لأن هناك ترتيباً شرعياً في المسئوليات يجب مراعاته، لذا أرى ضرورة مساعدتها في العودة إلى الطريق الصحيح، ولو عن طريق الاستعانة ببعض الأفاضل من أقاربكم أو جيرانكم أو بعض الدعاة والمربين، فإن لم تفد هذه الوسيلة فأرى أن تعرضوها على أخصائي نفساني؛ لاحتمال أن يكون هناك خلل ما في مكوناتها النفسية.
مع تمنياتنا لكم بالتوفيق والسداد.