كلما أردت المذاكرة داهمني شعور الضيق والرغبة في النوم
2016-09-04 03:58:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالب في كلية الطب، وبعد عدة أشهر سأقدم الاختبارات النهائية، وقد وفقني ربي للتخصص الذي أحلم به وهو الطب بعد جهد كبير، وكنت في بداية دراستي مجتهدا، ولكن بعد مرور سنوات انخفضت درجاتي، حيث لا أذاكر إلا قليلا، وأغيب عن المحاضرات، حيث كرهت التخصص والمدرسين والزملاء، وفكرت أن أترك الدراسة أكثر من مرة.
أنا الآن في نهاية المشوار وبمستو متدن، وأخاف من الفشل، وكلما حاولت المذاكرة أشعر بضيق وتعب وإرهاق، وشعور بالنوم، ولا أعرف سبب هذا الشعور.
كيف يمكنني العودة للمستوى السابق؟ وكيف أزيد نسبة تركيزي وأهتم بمذاكرتي؟ هل أتعالج عند طبيب نفسي؟ هل هذا بسبب الأنيميا أو مرض آخر؟
وشكرا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
دراسة الطب من أكثر الدراسات مشقة وإرهاقًا، وأنا كأستاذ في كلية الطب يمرَّ عليَّ الكثير من الطلبة الذين يُصيبهم إرهاق وخوف وقلق، خاصة في السنة النهائية للطب، عندما يقترب الحصاد، ويشعر الطالب بأنه وصل للمرحلة النهائية بعد مجهود وافر وعمل شاق طيلة السنين، وأذكر أحد طلابي في سنة من السنوات أتى إليَّ وطالبني بشدة أن أساعده على أن يُجمِّد العام الدراسي لأنه لا يستطيع الاستمرار في السنة النهائية، وقد قمتُ بدعمه دعمًا شديدًا والحمدُ لله تخرَّج الآن، وهو من أميز الأطباء.
فهذا شيء طبيعي - يا ابني - ما عليك إلا فعل أشياء محددة، عليك بتنظيم وقتك في هذه السنة، لا تُرهق نفسك بالدراسة لساعات طويلة، خذ قسطًا وافرًا من الراحة، وخذ قسطًا كافيًا من النوم، النوم الكافي المريح هو مفتاح التركيز، وقلة النوم والسهر هو المسبب الرئيسي لعدم التركيز والتوتر عند الطلاب، والتغذية السليمة، قلة الأكل أو عدم التوازن أو تنظيم الأكل أيضًا يؤدي إلى عدم التركيز، وكلنا نعرف أن انخفاض السكر في الدم يؤدي إلى عدم التركيز والتوتر.
ولا بد من أخذ أوقات تترك فيها الدراسة نهائيًا أو التحصيل مثلاً في نهاية الأسبوع، فلتأخذ ساعة أو ساعتين للترفيه عن نفسك، ونسيان القراءة.
ليست هناك أدوية مُحددة تُساعد في تقوية التركيز، ولكن بالتعامل مع الأشياء التي تتطلب التركيز يتحسّن التركيز -بإذن الله-.
لا ضير من التحدّث إلى طبيب نفسي، وقد يرى إن كان هناك ضيق أو توتر، فربما يعطيك بعض أدوية الاكتئاب التي قد تُساعد في إبعاد الضيق والتوتر عنك في هذه الفترة التي تسبق الامتحانات النهائية.
وفقك الله - يا ابني - وسدَّد خُطاك.