هل تؤدي نوبات الهلع إلى الوفاة؟
2016-09-04 04:13:32 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
جزاكم الله خيراً على هذا الموقع الرائع.
دكتوري الفاضل: كنت أعاني من نوبات الهلع لمدة أربع سنوات، وفي شهر 9 من سنة 2015م، تمكنت من ترك الأدوية والاعتماد على نفسي والشفاء -بإذن الله تعالى- من أي نوبات هلع أو خوف.
في الأسبوع السابق ذهبت مع زوجي إلى المدينة المنورة ولم نجد لسيارتنا موقفا خاصا فقرر زوجي وضعها في الكراجات الأرضية الموجودة تحت الحرم، طلبت من زوجي إنزالي قبل أن ينزل إلى الأسفل ولكنه رفض، وعندما دخلنا بدأت أشعر بالخوف بشكل تدريجي إلى أن تحول خوفي إلى نوبة هلع عنيفة، ومنذ أسبوع وأنا أعاني من نوبات الهلع والخوف بشكل مستمر مع الوساوس، والأمر الجديد في أعراض النوبة هذه المرة هو القيء، منذ أربع سنوات وأنا أعيش مع الهلع ولم أشعر أبدا بالغثيان أو القيء، بخلاف هذه المرة.
زادت مخاوفي من الجلطات؛ لأن والدتي -رحمها الله- كانت تعاني من القلب، وأذكر بأنها قبل وفاتها تقيئت، وكانت تعاني من الجلطة، وأصبحت أربط الأمور مع بعضها، وعدت إلى دوامة الهلع من جديد بعد أن بدأت أعيش حياتي وأنا سعيدة ومرتاحة، أرجوك ساعدني -يا دكتور-.
استفساري لك: هل نوبات الهلع تقتل أو تؤثر على عضلة القلب؟ فأنا أشعر أن قلبي سيتوقف من التعب وقلة النوم، خاصة أنني لا أتمكن من النوم حتى وقت متأخر جداً، ولكنني أستيقظ في وقت باكر وأكون قلقة وخائفة.
وقد قرأت أن الأشخاص الذين يعانون من القلق معرضون للجلطات والسكتات الدماغية، أداوم على قراءة سورة البقرة كل ليلة، وبالفعل شعرت بالتحسن ولكن القلق الصباحي والغثيان لا أستطيع التخلص منهما.
استخدمت من قبل دواء deanxit، ولكنه غير موجود في السعودية، فما هو البديل؟
أرجو منك المساعدة، وسامحني على الإطالة، ولك مني كل التقدير والاحترام.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أريج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا أدري ما علاقة رجوع نوبات الهلع مرة أخرى وزيارتك للمدينة ودخولك الكراج بالسيارة، قد تكون مصادفة محضة، ولا تكن هناك علاقة واضحة، لكن طبعًا هناك علاقة بين وفاة الوالدة –رحمها الله وغفر لها- بالجلطة والقيء، وأعراض القيء الآن المصاحبة لنوبات الهلع والخوف، هناك علاقة بين الاثنين، ورجوع المخاوف الوسواسية إليك مرة أخرى والقلق والتوتر، وطبعًا نوبات الهلع والوسواس والقلق والتوتر كلها تندرج تحت طائلة اضطرابات القلق، فأعراض القلق هي مشتركة بين هذه الأشياء الثلاثة مع بعض.
نوبات الهلع مرض نفسي محض، ولو كان الشخص يحس بزيادة في ضربات القلب، ولكن القلب سليم مائة بالمائة، بالرغم من إحساس الشخص بأنه قد يتوفى، أو يكون هناك شعور بأنه سوف يموت، فإنها لا تؤدي إلى الوفاة.
نوبات الهلع لا تؤدي إلى الوفاة، كما أنها لا تؤدي إلى أي اضطراب في القلب، هي مرض نفسي محض، كل أعضاء الجسم سليمة، وكل الفحوصات عادة تكون سليمة، وقلة النوم أيضًا لا تؤدي إلى أمراض القلب، قد تؤدي إلى عدم التركيز في الحياة، والشعور بالإجهاد.
الديناكسيت هو فعلاً مهدئ ومركَّب من مادة مهدئة ومادة مضادة للاكتئاب، واستفاد منه كثير من الناس، طالما هذا الدواء غير موجود في السعودية فيمكنك الاستعاضة عنه بأدوية الـ (SSRIS)، لأنها تُساعد في الهلع والتوتر والقلق، ومن هذه الأدوية دواء يعرف باسم (سيرترالين) خمسين مليجرامًا، يمكن أن تبدئي بنصف حبة –أي خمسة وعشرين مليجرامًا– بعد الأكل ليلاً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وعادةً يبدأ المفعول بعد أسبوعين، وتحتاج إلى شهر ونصف إلى شهرين لإحداث التغيير اللازم في الأعراض، ومن ثمَّ يجب الاستمرار عليه لفترة من الوقت تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر.
السيرترالين ليس مهدئًا كالديناكسيت، فمفعوله لا يبدأ إلا بعد أسبوعين، وفي هذا الأثناء إذا كانت هناك طريقة فيمكنك في الأسبوعين الأولين استعمال مهدئ مثل الـ (برومازبام) واحد ونصف مليجرام (حبة) ليلاً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك تتوقفي عن البرومازبام وتستمري في السيرترالين –أي الزولفت-.
وفقك الله وسدد خطاك.