الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
عند الدخول في الدراسات الجامعية يكون الشخص في حالة من الترقُّب، وفي حالة بين الخوف والرجاء، وهذه الفترة عادةً تكون فترة مُقلقة لكثير من الشباب، حتى يبدأ في الدراسة الجامعية وينخرط فيها، لأنها نقلة من مرحلة الثانوية إلى الجامعة، من مرحلة الاعتماد على الأهل والمدرسين، إلى الاعتماد على النفس، فهذه فترة دائمًا تكون فيها كثير من التوترات.
الشيء الآخر: هذه الفترة في حدِّ ذاتها مقلقة، ولكن أنت الآن تعيشها في بلدٍ أخرى، الغربة أيضًا تُحدث قلقًا وتوترًا، مفارقة الأهل ومفارقة الأصدقاء ومفارقة الأحباب والعيش في بلدٍ ثانية، ثقافة مختلفة، لغة مختلفة، تقاليد مختلفة، كل هذا يُسبب نوعًا من الضغوط والقلق.
إذًا كل هذه العوامل اجتمعت –يا ابني– لإحداث هذا القلق والتوتر والهلع الذي تمر به، ولكن لا عليك، هذه فترة يمر بها كثير من الناس، وسرعان ما يبدؤوا في التأقلم والتكيُّف مع ظروفهم الجديدة وحياتهم الجديدة.
أنصحك بمحاولة تكوين أصدقاء، محاولة الخروج والتعرُّف على ملامح هذا البلد الجديد، ومحاولة تنظيم الوقت ما بين الدراسة وما بين الترفيه، وبعد كل هذا لا بأس من الكتابة، اكتب لأهلك خطابات تبثُّ فيها أحزانك، تبثُّ فيها مشاعرك، أرسلها، أو حتى مزِّقها، فالكتابة عن هذه الأشياء سوف تُريحك.
الحبوب والأدوية هنا تلعب دورًا ثانويًا، وأهم شيء تصبر عليها، فلا يأتي مفعولها بسرعة، الفلافاكسين مثلاً أو كل أدوية الاكتئاب والتي تُساعد في الهلع والقلق والتوتر تحتاج لأسبوعين ليبدأ مفعولها، فعشرة أيام ليست كافية للحكم عليها، يبدأ المفعول عادة بعد أسبوعين، وتحتاج إلى شهرٍ ونصف إلى شهرين حتى نحكم بأننا استفدنا منها أم لا.
وكما ذكرت الأدوية عامل مساعد للأشياء التي طلبتُ منك القيام بها.
بإذن الله كثيرون غيرك مرُّوا بمثل ما مررت به واجتازوه، وأنا على ثقة بأنك سوف تكون مثلهم تجتازه بإذن الله وتنجح، فلتصبر ولتُصابر، ولا تهرب مرة أخرى وتعود إلى الأهل.
وإليك هذه الاستشارات لتعرف منهج السنة النبوية في علاج الأمراض النفسية: (
272641 -
265121 -
267206 -
265003)
وفقك الله وسدَّد خُطاك.