بسبب العشرية السوداء أصبت بحالة من الرعب والهلع، فهل حالتي خطيرة؟
2016-09-08 03:56:57 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 48 سنة، المشكلة بدأت بفعل العشرية السوداء في الجزائر في سن 31، كنت أعيش أيام وليالي في رعب شديد حتى كنت لا أستطيع النوم، وتوالت أيام الرعب والهلع، وفي ذات يوم سقطت مغشيا علي بدون سبب، وذهبت إلى الطبيب فوصف لي بعض الفيتامينات، ولكن الحالة عاودتني وأصبحت يداي ترتعش لوحدها، بالإضافة إلى إحساس داخلي بالخوف على مستوى الصدر، ثم تطورت الأمور إلى الخوف من كل شيء أراه أمامي، ثم أصبحت التخيلات والتهيؤات تسيطر على تفكيري، وكأنني أرى أشياء لا وجود لها، وكأنني يهيأ لي أنني أقوم بأفعال يرتكبها غيري، حتى في بعض الأحيان أخاف من الانتحار، ذهبت إلى الطبيب فشخصها على أنها نوبات هلع، فوصف لي ديروكسات20 ملغ حبة صباحا لمدة سنتين، تحسنت حالتي تدريجيا -ولله الحمد-، ثم قال حبة ديروكسات 10 يوميا ثم كل يومين.
حاليا تنتابني مرات عديدة حالة التعب النفسي، وسوء المزاج، وإحساس غير مرغوب فيه على مستوى الصدر، وعدم القدرة على النوم، بالإضافة إلى اضطراب وتشويش في التفكير، وأشعر بالقلق والاكتئاب طوال الوقت، رغم سيطرتي على الوضع إلا أنني أعاني، أرجو أن تفيدوني بشيء عن حالتي، والتشخيص الحقيقي، وهل هي خطيرة؟ وهل لها علاج نهائي؟
وفقكم الله وتقبلوا منا فائق الاحترام والتقدير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ dadi حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأخ الكريم: طبعًا العشرية السوداء فترة اضطراب شديدة أيام الحرب في الجزائر، وطبعًا تأثَّر بها كثير من الناس، وكانت كما تعرف أحداث دامية ومريرة.
لا أدري – أخي الكريم - هل أنت شخصيًا مررتَ بتجربة قاسية في فترة العشرية السوداء؟ أي شاهدتَّ بنفسك شخصًا عزيزًا عليك يُقتل، أو تعرَّضت لموقف أنت بنفسك كدتَّ أن تفقد فيها حياتك أم لا؟ لأن هذا مهم.
إذا كان الجواب بنعم، أي أنك شخصيًا تعرَّضت في أيام العشرية السوداء لموقفٍ، إما خفتَ على حياتك أو فقدت عزيزًا عليك في هذه الأيام تم قتله أو موقف قريبًا من الموت، إذا كان هذا هو الحال فإذًا ما عندك الآن من اضطرابات وأعراض نفسية يُعرف بـ (كرب ما بعد الصدمة)، وهو اضطراب نفسي معروف، يحدث عند الشخص الذي تعرَّض لصدمة نفسية عنيفة، وهذه الصدمة من النوع الذي إمَّا يُهدد الحياة، أو تم مشاهدة شخص عزيز قتل، أو هُدد حياته، أو تمت عملية اغتصاب لإحدى النساء، وبعدها تبدأ أعراض قلق وتوتر، والحادث يمر على الإنسان كشريط سينمائي، هذا إن كانت عندك هذه الأعراض ولم تذكرها في استشارتك.
أما إذا كان فقط رعب شديد وخوف وتخيلات وتهيؤات دون تعرضك شخصيًا لصدمة – كما ذكرت – ودون تذكُّر هذه الصدمة كشريط سينمائي، فيكونُ عادةً التشخيص هو قلق واكتئاب نفسي.
هذه الحالة ليست خطيرة، ولكنّها قد تستمر لفترة من الوقت، وقد تحتاج لعلاج لفترة طويلة، والزيروكسات من الأدوية المفيدة في هذا الشأن، وإن كان من الأفيد أيضًا أن تجمع بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي، خاصة العلاج السلوكي المعرفي، أو العلاج النفسي الدعمي، فالعلاج النفسي مهم مع العلاج الدوائي، وكما ذكرتُ هذه الحالة ليست خطيرة، ولكن قد تستمر لفترة من الوقت حتى تتحسَّن، أو يتم السيطرة على معظم هذه الأعراض.
وفقك الله وسدد خطاك.