أعاني من الخوف والهلع والتوتر، ما العلاج الأمثل؟
2016-09-25 00:34:10 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ..
أشكر القائمين على هذا الموقع، وأسأل الله أن لا يحرمكم الأجر، ولا يريكم أي مكروه، وأن يشفي كل من يعاني من أي مرض.
قصتي باختصار حين كنت صغيراً بعمر 12 سنة، كانت تنتابني رهبة وخوف من صلاة الجمعة، وكنت لا أصليها إلا في آخر صف، وكنت أجس بدوخة، وأتوقع الصرع، وربي نجاني من ذلك وذهبت الرهبة.
صرت بعمر 27 سنة، ورجعت الحالة وبزيادة، لدرجة أني أخاف من كل شيء وطول الوقت في قلق، ومتور، ووقت الصلاة تصيبني دوخة ورجفة وأتعرق، وكذلك في الدوام!
أنا كنت دائم السفر بالطيران، وكنت مبتعثاً لأمريكا، كنت أنام طول الرحلة، وصرت أخاف، لدرجة أني أرتجف إذا فكرت أركب طائرة، -والحمد لله- أنا متفهم أن هذا كله وهم، وأعرف أنه لا يصير إلا ما قدره الله تبارك وتعالى، لكن حين تزيد نبضات القلب وأعرق وأرتجف هنا عقلي يضيع.
كذلك أخاف من المستشفيات، وإذا ذهبت لزيارة أحد لا أتحمل، وأخرج بسرعة، وكذلك المقابر أتعب من رؤيتها جداً وأتوتر.
قرأت في موقعكم عن حالات، ورأيت علاج لوسترال، وكيف فعاليته مع الذين تناولوه، وأنا اشتريت العلاج بعد الاستخارة، وبدأت أستخدمه بمقدار نصف حبة لمدة عشر أيام، وحبة لمدة 6 شهور.
إذا توقفت عن العلاج ما هي أفضل طريقة كيلا ترجع لي النوبة؟ قرأت في الورقة التي فيها الوصفة أنه ممنوع استخدام البنج أثناء استخدام العلاج! هل بنج الأسنان الموضعي له تأثير؟ وإذا عملت عملية مع بنج كامل ما الإجراء في هذه الحالة؟ قرأت أنه يسبب ضعفاً في الجنس! هل الضعف يستمر أم فقط فترة العلاج؟ لا تنسوني من الدعاء.
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ sultan حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما حدث معك وأنت صغير هو نوع من الرهاب الاجتماعي، وإن كان فقط يحصل في صلاة الجمعة، هذا نوع من أنواع الرهاب الاجتماعي، وواضح أنه باستمرارك في الصلاة - ونحن نقول هذه مواجهة - تخلصت من هذا الرهاب.
الآن عاد لك الرهاب الاجتماعي وأنت في عمر سبعة وعشرين، ولكن بصورة أخرى، رهاب من ركوب الطائرة، والرهاب من المستشفيات، وأيضًا رجع لك الرهاب أثناء الصلاة، فإذًا هذه انتكاسة أخرى للرهاب الذي كان في الصغر وتخلصتَ منه.
والعلاج – يا أخي الكريم – يستحسن أن يكون علاجًا نفسيًا ودوائيًا في نفس الوقت، يُفضل ألا يكون علاجًا دوائيًا فقط، ولا علاجًا نفسيًا فقط، يُستحسن أن تجمع بين العلاج النفسي والعلاج الدوائي، والعلاج النفسي يُسمى العلاج السلوكي المعرفي، ويُفضَّل أن يكون بواسطة معالج نفسي متمرِّس ومتدرِّب على هذا النمط من العلاج، حيث يتم في عدة جلسات.
دواء اللسترال مفيد ويحتاج لفترة من الوقت لكي يعمل وتظهر فعاليته، ويبدأ مفعوله بعد أسبوعين، ويحتاج إلى شهرٍ ونصفٍ إلى شهرين حتى يحدث المفعول المناسب، ونصف حبة كبداية لا بأس بها، ولكن قد تحتاج أن تزيدها بعد عشرة أيام إلى حبة كاملة، وبعد شهرٍ ونصفٍ إذا لم تكن الاستجابة كاملة فيمكنك أن تزيدها إلى خمسة وسبعين مليجرامًا – أي حبة ونصف – وبعدها يمكن أن تزيدها إلى مائة مليجرام – أي حبتين – وأفضل طريقة لوقف العلاج بعد مرور ستة أشهر – وهذه المدة ضرورية حتى بعد التحسُّن – أن تُخفِّض ربع الجرعة كل أسبوع، أي تحتاج إلى شهرٍ كاملٍ للتوقف عنه.
بالنسبة للبنج: يفضَّل دائمًا أن تُذْكَر كل الأدوية التي تأخذها لاختصاصي التخدير، ومعظمهم – اختصاصي التخدير – على دراية كاملة بكل الأدوية، وقد يُقرر مثلاً إيقافها قبل يوم العملية بيوم، وبعد ذلك يمكن أن تستمر في تناولها بشكل عادي ولا غضاضة في ذلك، ولا تعارض بين اللسترال والبنج الموضعي. نحن نتكلم عن البنج الكامل، أي أخصائي التخدير سوف يتخذ القرار المناسب، وقد يطلب منك عدم تناول الدواء مثلاً قبل العملية بيوم، وهذا لا يتعارض مع عالجك النفسي، حيث وقف يوم واحد من العلاج ليس به مشكلة.
الشيء الآخر: الضعف الجنسي دائمًا يكون مؤقتًا، بمجرد التوقف عن الحبوب يزول هذا الضعف الجنسي، وأحيانًا حتى مع تناول الحبوب يمكن استعمال بعض الأشياء الأخرى التي تُساعد على تحسُّن الأداء الجنسي، ولكن الشيء المهم هو أن هذا الضعف ليس دائمًا، وعندما تتوقف من تناول الحبوب يرجع كل شيء إلى طبيعته.
وفقك الله وسدد خطاك.