فسخ الخطوبة للخلاف على المهر.
2005-01-10 23:09:16 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
ارتطبت بشاب من الكلية، وأحببته جداً، ولا أقدر على الزواج من غيره، وتقدم لي هذا الشاب، وتم قراءة الفاتحة، وحصلت مشكلة بعد ذلك مني بسبب عدم الاتفاق معه على المؤخر، وقمت بسبه وإهانته بطريقة مادية، وبعد أن اكتشفت أني أخطأت التصرف لم يقبل الرجوع إلي، حتى بعد الاعتذار إليه.
وأنا في حيرة دائمة بسبب عدم التركيز في أي شيء، وأريد الرجوع إلى هذا الشاب، ولكن كيف، لا أعرف كيف أرجعه عن هذه الفكرة، وهو يقول لي أنت مادية، ويشعر بعدم الثقة في، وهو في حالة صحية متدهورة، وأنا أيضاً، فماذا أفعل معه ليرجع لي؟ وإنني مخطئة ومبالغة في طلباتي معه.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
ابنتي الفاضلة/ s h حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك، وأن يقدر كل الخير حيث كان ويرضيك به.
فإن جراح الجسد يتعافى منها الإنسان بعد أيام، أو شهور بإذن الله، ولكن جراح النفس تحتاج لوقت طويل، وخاصة إذا كان الأذى من امرأة لرجل أحبها ورغب في الارتباط بها، وحدث الإحراج أمام الناس، أو سمعوا به.
ومما يطيل عمر هذا النوع من الخصومات تدخل الأقارب والأصدقاء، وتحريض المظلوم على الانتقام، ورد الصاع بصاعين، وضرورة الحرص على رد الكرامة المسلوبة، وهذا مما يؤسف له، والصواب أن نذكر الغاضب وندعوه للعفو والصفح.
وليس أمامك إلا اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه سبحانه، وإظهار الندم على الخطأ، وتكرار الاعتذار، وإظهار النوايا الحسنة، والبعد عن الطلبات الكثيرة التي تشعر الرجل أن المرأة لا تريد إلا ما في جيبه، وأن قيمته بمقدار ما عنده من دراهم وأملاك، ولكن العقلاء يخطبون في الرجال دينهم وأخلاقهم، فإن كل عيب يمكن علاجه إلا ضعف الدين والأدب.
وكل عيب فإن الدين يجبره وليس لكسر قناة الدين جبران
وإذا كان ذلك الشاب من أهل الدين والصلاح، فحق لك أن تحرصي على عودة الأمور إلى مجاريها، أما إذا كان من الذين لا يهتمون بصلاتهم ودينهم، فخير لك أن تتركيه، والرجال كثر؛ فاحرصي على من يخاف الله ويتقيه.
وأرجو أن تستغفري الله على توسعك معه في العلاقات في فترة الجامعة؛ لأن كل المعاصي لها آثارها المدمرة: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم).
ومعظم العلاقات المخالفة للشريعة لا تصمد أمام الأزمات؛ لأن كل طرف يظهر خلاف ما فيه، ويتزين للآخر بما ليس عنده. وعلى الرجل أيضاً أن يحتمل الأذى والخطأ من زوجته، فإنه إذا أراد امرأة لا تخطئ، فسوف يظل طوال حياته في الانتظار.
وأرجو أن يسعى في الإصلاح أهل الخير وأهل العلم والفضل، وكبار السن، وعليهم أن يجتهدوا في إظهار النوايا الحسنة، والرغبة في فتح صفحة جديدة من قلبك، مع إعلان التأسف على ما بدر من أخطاء.
واحرصي على طاعة الله؛ فإن الله يؤلف القلوب، ومعصية الله تخرب الديار والبيوت.
والله ولي التوفيق.