ما هو التصرف السليم حيال أذية ابني لأختيه دون ظلم لأي منهم؟
2016-10-10 00:53:00 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أم لثلاثة أطفال، ولد بعمر 7 سنوات، وبنتين، ثلاث سنوات، وسنة ونصف.
مشكلتي أن ابني يؤذي أختيه طوال اليوم بالضرب والتخويف والصراخ، وبالذات أخته ذي الثلاث سنوات، مع العلم أنني لا أبدي الاهتمام لأختيه أكثر منه، ولكن في بعض الأحيان بعض الأقارب يهتمون بأختيه أكثر منه، فتزيد حالته، فما الحل؟
مع العلم أنني جربت جميع الطرق من عقاب أو تشجيع أو حتى تجاهل لمنعه، ولم أستفد.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا عن أطفالك الثلاثة، حفظهم الله.
الأصل في طفل في هذا العمر اليافع من السبع سنوات أن يسهل علينا تربيته وحسن توجيهه بالطريقة التي نريد، وذلك من خلال حسن الفهم للمهمة المطلوبة منا بالإضافة إلى الاستيعاب وحسن التعامل معه، وأريد أن أطمئنك أن هناك أمل كبير 100% أن يُحسّن تدبيرك الجيد التعامل مع طفلك، ولكن لا بد لهذا من أمرين مطلوبين.
الأول: أن نتعلم مهارات تربية الأطفال والتعامل معهم، وما هي احتياجاتهم في كل مرحلة، وكيفية تلبية هذه الاحتياجات، وسواء تم هذا التعلم من كتب تربية الأطفال، أو من خلال دورات تدريبية متخصصة للآباء والأمهات في مهارات التربية والتعامل معهم، أو ما نسميه "تدريب الوالدية".
والثاني: التحلي بالصبر والهدوء أثناء التعامل مع الأطفال، والابتعاد عن الشدة والتعنيف فهذا لا يزيد الطفل إلا عنادا وصعوبة.
وطبعا من الصعب جدا أن نشرح هنا كل شيء في مهارات تربية الأطفال فهي كثيرة جدا، وبدلا من أن أقدم لك سمكة، كما يقول المثل الصيني، فالأفضل أن أدلك على طريق صيد السمك، بمعرفة أين تتعلمي عن تربية الأطفال من خلال هذه الكتب أو الدورات المتخصصة.
من الطبيعي في هذا العمر أن يحاول الطفل التهرب من توجيه أو طلب يُطلب منه، لأنه يريد أن يأخذ "حريته" فيما يفعل أو لا يفعل، ويحاول أن يسيطر على الموقف.
من المفيد أن نعرف أن السبب الأكبر للمشكلات السلوكية عند الأطفال، وطفلك منهم، هو الرغبة في جذب الانتباه لنفسه، انتباه الكبار من حوله وخاصة الوالدين. والتحدي الكبير هنا أن قواعد التربية وعلم النفس تقول أن السلوك الذي نعززه ونوجه انتباهنا إليه يتكرر مع الوقت، بينما السلوك الذي نتجاهله ونتصرف وكأنه لم يحصل يخفّ ويختفي مع الزمن، إلا أن معظم الآباء بدل أن يعززوا السلوك الإيجابي بالانتباه إليه، فإننا نجدهم يعززون السلوك السلبي كعناد الطفل، لأن من طبع الإنسان الالتفات إلى السلوك السلبي، والنتيجة الطبيعية هي تكرار هذا السلوك السلبي وهذا العناد، الذي انتبهوا إليه، لأنه يأتي للطفل بالكثير الكثير من الانتباه، ولو حتى رافقه الضرب أحيانا، بينما يتجاهلون، وبنيّة حسنة، السلوك الجيد، كأن لا يلاحظوا مثلا طفلهم وهو يتعاون معهم ولا يكون عنيدا، ولذلك يقلّ عنده هذا السلوك مع مرور الأيام مع أنه هو السلوك الذي نريد أن نراه.
وبهذا الشرح أظن أنه قد أصبح واضحا ما هو المطلوب منكم من أجل تعديل سلوك طفلكم، وهو تعزيز السلوك الحسن والمقبول، وصرف النظر كليا عن السلوك السلبي وغير المقبول.
أي أنك كلما رأيته يعامل أختيه الصغيرتين بلطف، فقومي بملاحظة هذا السلوك وتعزيزه عنده بالانتباه والإطراء، بينما تتجاهلي السلوك السلبي إلا إذا عرّض ذلك أحد للخطر، فعندها لا بد من التدخل المباشر لمنع الأذى أو الضرر.
وأنصحك بدراسة كتابي "أولادنا من الطفولة إلى الشباب" وهو موجود عندكم في مكتبات جرير.
حفظ الله طفلكم من كل سوء، ورزقكم الذرية الصالحة.