صارت علاقتنا الزوجية فاترة بسبب كثرة المشاكل بيننا، فما الحل؟
2016-10-20 00:24:49 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا متزوج منذ 16 سنة، ورزقنا الله بالأولاد والبنات، وكان كل طرف يعمل على إسعاد الطرف الآخر، ولو على حساب سعادته، ولكن منذ 3 سنوات تغير الحال، وأصبحت بيننا مشاكل دائمة بسبب اختلاف وجهات النظر، وطرق التعامل مع الأمور، وليس لمشاكل جوهرية.
وكنا نقاطع بعضنا لعدة أشهر، نعيش في نفس البيت دون أن نتكلم مع بعضنا، أو نتلامس، ثم نتصالح لفترة بسيطة ونعود بعدها للقطيعة لأشهر أخرى، وشكوت لأهلها كثيرا، ولكن دون فائدة.
ونظرا لكثرة المشاكل وليس حجمها، بدأ الفتور في العلاقة حتى وصل الحال أن كرهت العيش معها، علما أنني كنت أحبها كثيرا.
أنا لا أريد تطليقها خوفا عليها وعلى الأطفال، مع العلم أنني طلقتها مرة ورجعتها في اليوم التالي، ولكنني لم أعد أصبر عليها وعلى الاختلاف الذي أصبح بيننا، وخاصة أنني ما زلت شابا، ولا أصبر على انقطاع العلاقة الزوجية.
أرجو منكم إرشادي، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نادر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحياة الزوجية لا تقوم على الندية وفرض الرأي، ولا على الحدية في التعامل، ولا على المحاسبة على كل صغيرة وكبيرة، بل تقوم على التوافق والتنازل والالتقاء في منتصف الطريق، وغض الطرف عن بعض الزلات والهفوات، والأخذ بالخاطر ونسيان الماضي، وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وهي هنا مصلحة الأسرة والأولاد، وخاصة من الزوج صاحب القوامة، فهو ربان السفينة وقائدها، فالمرأة خلقت من ضلع أعوج، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن أردت تقويمه كسرته، وكسره طلاقها، فطالما والخلاف بينكما في وجهات النظر، وطرق التعامل مع الأمور وليس لمشاكل جوهرية -كما ذكرت-.
فالأمر في نظري يسير وسهل، وهو أن تؤسسا للحوار البناء فيما بينكما، وفي كل أمر تعرض وجهة نظرك، وتعرض وجهة نظرها، وتنظران أيهما أصلح لعائلتكما، ولا بأس أن تتنازل عن رأيك في بعض الأمور، حتى ولو كنت ترى أنه الأصوب، خاصة إذا كان في الأمور الدنيوية، وعواقب الأخذ برأيها محتملة، واجعلها تنظر للعواقب بنفسها إن كانت سلبية، وهذا هو الذي سيردعها ويجعلها تتراجع عن التعنت، وهذا أسلوب نبوي، ففي غزوة الطائف لما لم يتمكن المسلمون من فتح الحصن.
قال لهم النبي -صلى الله عليه وسلم-: (نرجع إلى المدينة)، فقالوا لا نرجع حتى يفتحها الله علينا، فقال لكم ذلك، فلما تواجهوا في اليوم الثاني وأثخنت جراح المسلمين، كانوا ينظرون إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- كأنهم يقولون نرجع، وحينئذ رجع بهم، وتركهم يواجهون نتيجة قرارهم بأنفسهم.
ومن الخطأ أن تتقاطعا وتتدابرا لمثل هذه الأمور، فالمقاطعة تولد الجفوة، وتجعل للشيطان سبيلا لبث الفتنة بينكما، فمهما حدث بينكما من المشاكل فلا تتخذ هذا الأسلوب، خاصة وأنك بحاجة لقضاء وطرك، والرفق ما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه.
فاجتهد في تغيير أسلوب تعاملك مع زوجتك، واحرص على بقاء أسرتك قوية متينة متماسكة، واستفيدا من الدورات الأسرية والاجتماعية التي تقدمها بعض المراكز المتخصصة؛ فإنها مفيدة لكما.
وأخيرا أتمنى أن ترقيا نفسيكما، فلربما أصبتما بعين أو حسد، وأسأل الله تعالى لكما التوفيق، وأن يصرف الله عنكما كل سوء ومكروه.
والله الموفق.