انطوائي حتى مع أسرتي في المنزل!
2016-11-06 03:56:00 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا شاب بعمر 28 سنة، لدي مشكلة في التحدث مع الناس بأريحية، انطوائي حتى مع أسرتي في المنزل! أحس دائماً أني لا قيمة لي في الحياة.
علماً أني درست هندسة، ومنذ تخرجت من الجامعة قبل 5 سنين لم أحصل على وظيفة، بسبب أني إنسان غير نشط، ومنفتح على الآخرين.
أعيش مع الوالد -حفظه الله- في وضع سيء منذ أن ولدت، فهو إنسان عصبي للغاية في المنزل، وكل يوم يخلق لنا المشاكل، ولا يحب أن يزورنا أحد، وبخيل جداً، وقد تسبب في فترتي في المدرسة في قطع علاقتي مع زملائي.
أنا في هذا العمر أحس دائماً أني ليس لدي صديق، وأن كل الناس لا تحبني.
أفيدوني، جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا بما في نفسك وفي حياتك، أعانك الله ويسّر لك أمورك كلها.
نعم، ومع فضل الآباء، إلا أن من الشباب من يجد صعوبة كبيرة في شيء من الاستقلال في حياته، فأنت لا شك يتنازعك دافعان، الأول احترام الوالد وتقديره وبّره، والثاني الرغبة في الاستقلال والعيش كشاب أو كرجل وصل لهذا العمر من 28 سنة، ويبقى السؤال المحيّر في كيفية التوفيق بين هذين الدافعين.
لا شك أن عليك أن تبدأ تفكر لنفسك، في نمط حياتك وفي كيفية تأسيس نفسك، ومما يعيق طريقك لا شك هو اعتمادك المادي على والدك، وخاصة أنك لم تجد عملاً بعد، ومنذ تخرجك من كلية الهندسة.
لابد من العمل، وإذا لم يكن في مجال الهندسة، فيمكن أن يكون في أي مجال، ولو كان دون مستواك العلمي، والعمل، مهما كان، ليس فيه ما يعيب، طالبا هو ليس في أمر حرام.
أعتقد أن هذه هي الخطوة الأولى التي عليك اتباعها، في إيجاد فرصة عمل تسترزق منه، وبذلك تبدأ بالاستقلال عن والدك، والاعتماد على نفسك، وبالتالي شيئا فشيئا تجد المشكلات الأخرى بدأت بالانفراج، سواء صعوبة العلاقة مع الوالد، أو ما يبدو أنه نوع من الخجل الاجتماعي في صعوبة الحديث مع الآخرين، وحتى داخل الأسرة.
أعتقد أن سبب هذه الصعوبات هو وضعك الاجتماعي غير المريح، فأكيد أنك كلما تعرفت على شخص جديد سيسألك مباشرة بعد السؤال عن اسمك، يسألك عن عملك أو مهنتك، ولا يكفي أن تقول له خريج هندسة.
أرجو أن يكون في كلامي هذا ما يفيد، وأدعوه تعالى بالتوفيق، وبإيجاد فرص للعمل والعطاء، وإن شاء الله نسمع أخبارك الطيبة.
والله الموفق.