الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك العافية والشفاء.
أنت إن شاء الله بخير، وما بك هو نوع من الخوف أو القلق الاجتماعي البسيط، وأنا أُحِبُّ أن أسميه برهاب الأداء، لأنه يحدث لك عند المواجهات الاجتماعية خاصَّةً مع العملاء.
أنا أؤكد لك حقيقة مهمَّة جدًّا، وهي: أن ما تشعر به من تسارع في ضربات القلب وتعرُّقٍ ورجفة في اليدين لا يشعر به الآخرون، لا يشعر به الذي يتحدث معك، هي مشاعر خاصَّة بك أنت، وأنت تستقبلها بصورة مضخمة جدًّا ومبالغٌ فيها. إذًا لا أحد يلحظ عليك شيئًا، هذه الحقيقة يجب أن تُدركها إدراكًا ثابتًا وقويًّا، لأنها سوف تساعدك كثيرًا.
معظم الأخوة الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي بسيطًا كان أو شديدًا يأتيهم الشعور بأنهم سوف يفشلون أمام الآخرين، بأنهم سوف يفقدون السيطرة على الموقف، بأن تلعثمهم وتعرُّقهم وارتجافهم ظاهرٌ للعيان، وهذا ليس صحيحًا. العملية عملية فسيولوجية بحتة، وليست بهذه الكيفية التي تراها.
الأمر الآخر أخي: أكثر من المواجهات، فهي وسيلة علاج وعلاج جيد جدًّا، نعم في بداية المواجهة سوف تقلق، وهذا نسميه بقلق الأداء، وفي تلك اللحظة خاطب نفسك: (لماذا أنا أقلق؟ الذي أمامي هو بشر مثلي) لابد أن تُدخل في نفسك هذه الأفكار.
وأمر آخر: احرص على الصلاة مع الجماعة، وشارك الناس في مناسباتهم، هذا مهم جدًّا. والطائرات لا تخف من ركوبها، أنا دائمًا حين أركب الطائرة، أبدأُ بدعاء الركوب، وجدتُّه عظيمًا، يبعث الطمأنينة في النفوس، ودائمًا أتدبُّرُ وأتأمُّلُ في هذه الطائرة، أراها شيئًا عظيمًا جدًّا، سبحان الله علَّم الإنسان ما لم يعلم، انظر بهذه الكيفية وسوف تجد نفسك أنك قريب إليها.
اقرأ عن الطائرات، وكيف صُنعت؟ وما قام به الأخوان (رايت) وعبَّاس ابن فرناس، ومحاولته العجيبة، يجب أن نتفكّر ونتأمَّل، حين لا نتفكّرُ في الأشياء ولا نُدركُ مغزاها نخافُ منها، هذا نوع من التعرُّض السلوكي الإيجابي جدًّا.
أريدك أيضًا أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، ونحن ننصح بها لأنها ذات فائدة عظيمة، وإسلام ويب بها استشارة رقمها (
2136015) أوضحنا كيفية ممارسة هذه التمارين، فأرجو أن تطِّلع على هذه الإرشادات وطبِّقها، واسأل الله أن ينفعك بها.
العلاج الدوائي مكمِّل للإرشادات السلوكية السابقة، وأنا أريدك أن تبدأ بدواء بسيط جدًّا، وهو الـ (دوجماتيل) والذي يُعرف علميًا باسم (سلبرايد)، تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً، مع عقار آخر يعرف باسم (إندرال) تناوله أيضًا بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً، استمر على هذين الدوائين لمدة شهرٍ، بعد ذلك خفض جرعة الدوجماتيل وابدأ في تناول العلاج الدوائي الذي يُعالج الخوف ويقتلعه من أصله، الدواء ليس الزيروكسات، الزيروكسات لا بأس به، لكن الـ (سيرترالين) والذي يُعرف تجاريًا (زولفت) أفضل، ابدأ في تناوله بنصف حبة (خمسة وعشرين مليجرامًا) ليلاً لمدة شهرٍ، ثم بعد ذلك توقف عن الدوجماتيل بالكلية واجعل جرعة الزولفت حبة واحدة ليلاً، وهذه تستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
أما بالنسبة للإندرال فتناوله لمدة شهرين بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً، ثم عشرة مليجرام في الصباح لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناوله.
أرجو أن تلتزم بهذه الرزمة العلاجية الدوائية، فلقد بدأنا معك بأدوية خفيفة مضادة للقلق، ثم وصفنا لك الدواء الذي يقتلع المخاوف، والجرعات التي وُصفتْ لك جرعاتٍ بسيطة وصغيرة نسبيًا، لكنّها نافعة تمامًا إن شاء الله تعالى، والتزامك بالعلاج الدوائي ومواصلته وإكمال الجرعات والمدة العلاجية حسب ما هو مُوضَّح هو المفتاح الرئيسي للاستفادة من الدواء إن شاء الله تعالى، فكن حريصًا على ذلك، وقطعًا الالتزام بالإرشادات السابقة سيكون له أثرًا علاجيًا إيجابيًا جدًّا على صحتك النفسية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.