أصابتني هلاوس ووساوس ونوبات هلع بعد تناولي لمخدر المعجون، ما العلاج؟

2016-11-24 04:33:28 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا نبيل من المغرب، عمري 20 سنة، طالب جامعي، تناولت مخدرا يسمى عندنا في المغرب بالمعجون قبل أربعة أشهر تقريبا، تناولته ليومين متتاليين، اليوم الثاني زدت الجرعة وأصبت بخدر في جسمي ونوبة من الهلوسة، وصداع ودوخة في الرأس وانسداد الشهية، وتوتر وخوف من الموت، ورؤية ضبابية، ونقص بالوزن.

بعد مرور 5 أيام على الواقعة زرت طبيب عام فأعطاني ثلاثة أدوية (رولاكسيوم، ستريسام، أسيتيل لوسين)، بعدها أصبحت أعاني من صداع بالرأس، وعند مرور 46 يوما، قررت عمل الحجامة لرأسي ولمعدتي، فتوقفت عن تناول الأدوية، وبعدها أصبحت أعاني من رعشة تأتيني ليلا بالجسد كله، وبرودة في أسفل القدمين والأطراف، واصفرار في الجسد كله، واضطرابات في نبض القلب، وتعرق في الجسم، واحس بحرارة في جوف بطني، وثقل في الجسم، وخمول وتوتر وضيق في التنفس.

وأصبحت أعاني من صعوبة في بلع اللعاب، والألم في اسفل الظهر، وألم في فم المعدة والأمعاء، أصبحت أعيش أنا وعائلتي جحيما.

ذهبت عند طبيب القلب قال لي قلبك سليم، وأنت تعاني من أعصاب في المعدة أو ما يسمى بالقولون العصبي، بعدها ذهبت إلى طبيب الجهاز الهضمي، قال لي أنت بخير، أنت تعاني من توتر ووسوسة، وأصبحت تدخل في دوامة الاكتئاب، ويمكن للمخدر الذي أكلته هو الذي أثر فيك، أعطاني دواء (دومبيريدون 10ملغ،فلوكيتين 20ملغ، ايزوميبرازول 40 ملغ، ستريسام)، عندما استعملت هذه الأدوية لم تعد تأتيني الرعشة والحمى، فقط أصبت بثقل في نبض القلب، وثقل في جميع جسمي ودوخة.

أجريت فحوصات الدم فأخبروني بأن كل شيء سليم ولله الحمد. أنا حاليا أعيش جوا من الحزن والكآبة، وخوفا من الموت، وتوترا، وغياب الضحكة عن وجهي، وضيقا في صدري، وخمولا وكسلا، وضعف الشهية، لم أعد أعيش روتيني العادي، أصبح كل تفكيري مع المرض في حين أن ذاتي سليمة ولله الحمد.

الكل ينصحني بعدم التفكير في المرض ومزاولة الرياضة والخروج من هذه القوقعة، والانشغال بشىيء ينسيني المرض.

مؤخرا كان مزاجي عصبيا وانفعاليا، وكنت أمر بأزمة، والذي أثر في أكثر هو الهلاوس المخيفة التي عشتها، وتأنيب للضمير، وندم شديد على أكلي للمخدر.

مؤخرا تحسن مزاجي -ولله الحمد- لكن المشكلة التي أعاني منها حاليا هو إحساس بثقل في الرأس، ودوار خفيف، وضبايية في العينين، وألم في فم المعدة والصدر، مع الشعور بالإرهاق والتعب، أحيانا ودائما ما تأتيني وساوس عن الموت.

أصبحت أعيش تخوفا. أنا أشرب دواء يسمى عندنا في المغرب بستريسام حبة واحدة في الليل.

أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نبيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم، المعجون مُخدِّر يُصنع بالمغرب محلِّيًا، وتناوله يترك آثارًا نفسية مختلفة على المتعاطي مثل الهلاوس والوساوس ونوبات الهلع والقلق، وهذا ما حصل معك. معظم الأعراض التي ذكرتها كانت نتيجة تعاطي المعجون، وطبعًا أهم شيء التوقف عنه، فبعد التوقف عنه سوف تزول معظم هذه الأعراض، ولكن قد تحتاج إلى علاج، خاصة مشتقات أو مجموعة الـ (SSRIS) التي تعمل على زيادة مادة السيروتونين في الدماغ، وهي تُعالج الاكتئاب والقلق والوساوس.

طبعًا الفحوصات تكونُ سليمة؛ لأن ما حصل معك هي أعراض نفسية ناتجة من تناول المعجون، المهم – يا أخي الكريم – أن تتوقف نهائيًا عن تناول هذا المُخدِّر، ويا حبذا لو تواصلتَ مع معالج نفسي. نعم الأدوية قد تفيد، لكن العلاج النفسي مهم، العلاج النفسي لمعالجة الآثار المترتِّبة على هذا الاستعمال، كيفية التعامل معها، وأيضًا لمساعدتك في عدم العودة مرة أخرى للتعاطي، لا بد أن تكون هناك أسباب ما في حياتك دعتك إلى تناول تعاطي هذا المخدر، فيجب أيضًا التعامل مع هذه الأمور بالطرق النفسية.

أما عن الـ (ستريسام) الذي وصفه لك الطبيب فهو دواء نعم يُساعد على زيادة مادة السيروتونين، ولكنّه يُعالج القلق والاكتئاب الخفيف، وهو غير مُسجّل في أمريكا، أنا شخصيًا أفضِّل أدوية الـ (SSRIS) مثل دواء مثلاً السيرترالين، لا أدري يوجد عندكم بالمغرب أم لا، ولكن قد يُوجد تحت اسم آخر، السيرترالين أرى أنه مع العلاج النفسي قد يكون أكثر ملائمة ومناسبًا لك، سيترالين 50 مليجرام، يتم تناوله نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – ليلاً بعد الأكل، بعد العشاء لمدة أسبوع، ثم ترفع الجرعة إلى حبة كاملة بعد ذلك، وقد تحتاج أن تستمر في تناوله لمدة ثلاثة أشهر، هذا مع العلاج النفسي، وإن شاء الله تزول بقية الأعراض النفسية والوساوس التي ما زالتْ معك.

وفقك الله وسدد خطاك.

www.islamweb.net