كيف أتخلص من الخوف غير الطبيعي من السفر؟
2016-11-29 02:36:59 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف أتخلص من الخوف غير الطبيعي من السفر؟ كنت في السابق عندما أسافر أحس بوجع في يدي ورجلي، لدرجة أني لا أقدر أن أقف عليها، وضربات قلبي تزيد، ومعدتي تؤلمني، وأتقيأ، وكل هذا قبل ما أخرج من البيت، يعني قبل أن أركب المواصلات.
كيف أتخلص من القلق والتوتر غير العادي من الامتحانات، والذي يؤدي إلى القيء بشكل مستمر، وفي النهاية لا أستطيع دخول الامتحانات؟ كيف أتخلص من الاكتئاب وفقدان الشهية؟
لو أكلت في المعدل الطبيعي أرجع الأكل ثانية، وأضغط على نفسي، أنا آكل لأعيش فقط، مرة كنت آكل وأنا غير مركزة في الأكل، فأكلت كثيرا ووجدت نفسي أكلت كثيرا ومعدتي آلمتني وتقيأت الأكل!
أقوم من النوم دائما وأنا أحس بخنقة، وقلبي مقبوض، وأحس أني سأتقيأ.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إسراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الخوف الطبيعي من السفر وحدوث أعراض للقلق وللتوتر قبل بداية السفر وعند الشروع فيه وتفادي السفر يُعتبر نوعًا من فوبيا أو رهاب السفر، وهي من اضطرابات القلق النفسي، وواضح أيضًا أن عندك أعراض قلق نفسي أخرى، مثل: القلق غير العادي من الامتحانات – كما ذكرتِ – والإحساس بالترجيع (القيء) وضربات القلب الزائدة، فعندك مجموعة من أعراض القلق النفسي والتوتر، وهي الغالبة عليك.
هناك عرض أو أعراض للاكتئاب، وغالبًا هذا الاكتئاب اكتئاب ثانوي، لكن الشيء الرئيسي عندك – يا أختي الكريمة – هو الرهاب والقلق النفسي، وواضح أنه وصل إلى درجة يحتاج إلى علاج، وعلاج القلق النفسي يمكن أن يكون بالأدوية، ويمكن أن يكون بالعلاج النفسي المعرفي، وأهم عُنصر في علاج القلق هو الاسترخاء.
إذًا تعلَّمي الاسترخاء – يا أختي الكريمة –؛ لأن الاسترخاء يؤدي إلى الهدوء والطمأنينة، والضِّدانِ لا يجتمعان – أي الاسترخاء والقلق النفسي – فإذا كنت غير قادرة على طرد القلق النفسي بإرادتك فيمكنك الاسترخاء والشعور بالطمأنينة، وسوف يختفي القلق من تلقاء نفسه، والاسترخاء يمكن أن يتم بواسطة معالج نفسي متمرّس، أو يمكن أن تمارسي ذلك في البيت، ويكون عن طريق استرخاء العضلات، أو الاسترخاء بالتنفُّس، وهذا أسهل في ممارسته: أغمضي عينيك لمدة خمس إلى عشر دقائق وخذي نفسًا عميقًا، وأثناء غمض عينيك خذي نفسًا عميقًا بطيئًا عدة مرات عن طريق الأنف، أدخلي الهواء وأخرجيه بهدوء عن طريق الفم، وتخيّلي أنك تتحدَّثين أو تتكلمين مع شخصٍ تُحبينه، وليكن هذا التمرين عدة مرات في اليوم.
وممارسة الرياضة أيضًا – خاصة رياضة المشي أو تمارين رياضية في البيت – أيضًا تؤدي إلى الإحساس بالهدوء والاسترخاء.
وإذا لم يُجدي كُلُّ هذا ويُحدثُ أثرًا وتتحسَّنين عليه فعليك بالتواصل مع طبيب نفسي، وقد يقوم الطبيب بكتابة بعض الأدوية التي تُساعد في علاج القلق النفسي والتوتر والرهاب في آنٍ ووقتٍ واحدٍ، وهناك عدة أدوية الآن آمنة وتُساعد في هذه الأشياء، كما أن الرهاب علاجه الأمثل هو العلاج السلوكي المعرفي، إذْ يتم اكتسابك مهاراتٍ معينة بمواجهة هذا الرهاب بصورة متدرِّجة ومنضبطة، والمواجهة يمكن أن تكون حقيقية أو في الخيال، وبالتالي يمكن التخلص من هذا الرهاب.
إذًا هناك أشياء يمكن أن تفعليها – كما ذكرتُ – وإذا لم تتم الاستجابة وتتحسَّنين فعليك بالذهاب إلى طبيب نفسي لمساعدتك.
وفقك الله وسدد خطاك.