أشكو من كثرة التفكير في المجهول والخوف من المستقبل
2016-11-30 22:49:11 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أشكو من كثرة التفكير في المجهول والوسواس وخوف من المستقبل وأشكو من حزن شديد، ولم تعد لدي رغبة في الحياة، أشعر بضيق في الصدر كأن جبلا فوقي، لا أريد سوى الجلوس في المنزل.
أرجوكم أريد المساعدة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لم تذكر منذ متى بدأت معك هذه الأشياء؟ هل هي مستمرة معك منذ فترة طويلة؟ أم بدأت قبل فترة مُحددة؟
على أي حال: التفكير الكثير في المجهول وحمل الهمِّ والوسواس والخوف من المستقبل أعراض قلق وتوتر نفسي، والحزن الشديد وعدم الرغبة في الحياة والانعزال أعراض اكتئاب نفسي، وقد يجتمع القلق والاكتئاب معًا، أو قد يكون القلق هو الأساس، وبعد ذلك تأتي أعراض اكتئابية، أو يكون الاكتئاب هو الأساس، وتكون هناك أعراض للقلق النفسي.
المهم: هل هذا يُصاحبك منذ فترة؟ لأن بعض الناس لهم شخصيات قلقة، وكثيرة التفكير، وحمل الهمِّ والخوف من المجهول، وهذا ربما يكون مرضًا بدأ منذ فترة مُحددة وله أعراض محددة، والفرق بين الاثنين هو: إذا كان هذا الشيء أصبح جزءًا من الشخصية فعلاجه الرئيسي يكون علاجًا نفسيًا، بالجلسات النفسية التي تأخذ فترة من الوقت، يتم فيها الوصول إلى أعماق الشخص، ومساعدته في التغيير، التغيير يبدأ من الداخل.
أما إذا كان المرض مرضا نفسيا – وهذا هو الأرجح نسبةً للأعراض التي ذكرتها – فالعلاج يكون أساسًا بالأدوية، خاصة أدوية مضادات الاكتئاب من فصيلة أو مجموعة الأدوية التي تُسمى (SSRIS) التي تعمل بزيادة مادة السيروتونين في الدماغ، وهي تساعد في أعراض الاكتئاب والقلق النفسي في نفس الوقت، مثلاً الـ (سيرترالين 50 ملج) نصف حبة (خمسة وعشرون مليجرامًا) ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة (خمسون مليجرامًا) وسوف يكون هناك مفعول حقيقي بعد مرور ستة أسابيع إلى شهرين، وبعد التحسُّن وزوال معظم هذه الأعراض عليك بمواصلة العلاج لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعدها تُخفِّض الجرعة تدريجيًا بأن تسحب ربع الجرعة كل أسبوع، أي سيتوقف تمامًا في خلال شهرٍ.
وهناك أشياء يمكن أن تبدأها وتمارسها بنفسك، أشياء نفسية: ركّز على اليوم فقط، يوميًا ركِّز على يومك الحاضر فقط، وضع خُطط يوم بيومٍ، حدد أولوياتك في الحياة، ولتكن أولويات بسيطة ومُحددة، لأن هذا يكسبك مزيدًا من الثقة في النفس، ويُبعد عنك القلق والتوتر، وإلَّا فالاستعانة بمعالج نفسي مع تناول الأدوية قد يكون أفضل.
وفقك الله وسدد خطاك.