هل تطرأ على الدماغ تغيرات تؤدي إلى نقصان القدرات العقلية؟
2017-01-15 01:02:13 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أولا أود أن أشكركم على هذه الخدمة التي تقدمونها للناس، وجزاكم الله خيرا.
أنا طالب في سلك الدكتوراه تخصص فيزياء نظرية، وأستاذ للثانوي التأهيلي، وسني 29 سنة.
مشكلتي هي: أني أصبحت أشعر بما يشبه " فوبيا التقدم في السن" والتي أصبحت تؤثر على طموحاتي في الحصول على الدكتوراه في الفيزياء، وأخرى في الرياضيات.
بالإضافة إلى قلة الحوافز والتشجيع والعراقيل المرتبطة بالعمل والدراسة والتفكير بالزواج...، تشعرني (هذه المشكلة) بالعجز والخمول، والسبب هو خوفي من أن تكون علاقة بين التقدم في السن ونقصان القدرات العقلية (خاصة أن مجال اشتغالي يحتاج إلى الكثير من التركيز والتفكير وحل المعادلات) فهل توجد أي تغيرات عضوية تطرأ على الدماغ تؤدي إلى نقصان القدرات العقلية، أم أن المسألة مرتبطة فقط بتغير الانشغالات والاهتمامات مع التقدم في السن؟
هل هناك سن يجب أخذه بعين الاعتبار يصبح فيه الدماغ غير قابل للتطور والنمو، ويشتغل فقط بالقدرات التي تم تحصيلها قبل هذا السن.
أتمنى أن يكون الجواب فيه من الحقائق العلمية ما يكفي وألا يقتصر على رفع المعنويات فقط.
ولكم مني جزيل الشكر والتقدير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تكفي من الأدلة الكم الهائل من العلماء والمبدعين ممن تجاوز الستين والسبعين من العمر، وسبحان الله فأنت في ذروة التوقد الذهني والعطاء في هذا السن 29 أو30.
لا شك أن تخوفك هذا من تقدم السن، وأنت في هذا العمر ليس بالخوف الطبيعي، بل هو القريب من المرضي، وربما ما يبرر أو يفسّر هذا الخوف ليس تقدم العمر وإنما ربما بعض الملل، وخاصة بسبب ما أشرت إليه من شيء من العجز والخمول وضعف الحوافز والتشجيع، وهو كثير في بلادنا العربية، مع الأسف، مما يشعر الشاب بأنه قد بلغ من العمر عتيا مع أنه في ريعان شبابه!
من المعروف علمياً أن ما يضعف القدرات العقلية هو أن يصاب الدماغ ببعض الأمراض والاضطرابات كالعته أو الخرف أو الزهايمر، أو أحيانا بعض الأمراض الجسدية العامة.
الأصل فيك أن قدراتك العقلية ممتازة، وخاصة إذا مارست الرياضية العضلية، فهذا ليس فقط ينشط الدورة الدموية التي تغذي الدماغ، وإنما يمكن أن تخفف عنك مشاعر الملل والإحباط، فالرياضة من مضادات الاكتئاب الفعالة، فعليك بها.
أخي اطمئن على قدراتك الذهنية والعقلية، فأنت وكما ذكرت في ذروة العطاء والقدرات الذهنية والفكرية والإبداعية، وخاصة أنك في تخصص لا يرتاده إلا القلة من الشباب الذكي والقادر على التفكير المجرد في مجالات الرياضيات والفيزياء النظرية.
وفقك الله في دراستك للدكتوراه، وفتح الله على يدك ما فيه خير الناس ومنفعتهم، وكما يقول الحبيب المصطفى (خير الناس أنفعهم للناس).
والله الموفق.