أعاني الرهاب والخوف الشديد، فكيف أتعالج منهما؟
2016-12-06 03:48:25 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 23 سنة، أعاني من الرهاب الاجتماعي منذ الصغر، حيث أشعر بالكآبة عند التجمعات، ولما كبرت اشتدت المشكلة، وأصبحت انطوائية، أتجنب المناسبات والاجتماعات، حيث أشعر بقلق شديد، ورجفة في الرأس والرقبة، لا أستطيع الوقوف أمام زميلاتي والشرح، مما تسبب في تدني درجاتي.
وأعاني من الخوف الشديد منذ 5 سنوات، أرتعب من أي شيء مفاجئ، حيث يرتجف جسمي، ولا أستطيع مراجعة طبيب نفسي.
أريد مساعدتكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ظظ 22 دد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأخت الكريمة: لا أدري ماذا حصل في حياتك قبل خمس سنوات، وزاد في أعراض الرهاب الاجتماعي والقلق، الأعراض التي شكيت منها ليست رهابًا اجتماعيًا فقط، ولكنها هي أعراض رهاب اجتماعي وقلق وتوتر نفسي، فالقلق النفسي أو المرضى الذين يعانون من القلق النفسي دائمًا تُزعجهم الأصوات العالية أو الأصوات المفاجئة، فحيسُّون بالتوتر والقلق عند سماعهم صوتًا مفاجئًا.
طبعًا من الواضح أنتِ عندك أعراض رهاب اجتماعي، خاصة في الاجتماعات والمقابلات.
العلاج – يا أختي الكريمة – هو علاج نفسي سلوكي معرفي، وعلاج دوائي، ولا بد من جمع العلاجين معًا إن أمكن.
العلاج السلوكي المعرفي هو يكون بالمواجهة المتدرّجة المنضبطة، من خلال جلسات مُحددة، إذا كان ليس في إمكانك التواصل مع معالج نفسي، فهناك الآن برامج في الشبكة العنكبوتية للعلاج السلوكي المعرفي للرهاب الاجتماعي، هناك جلسات أو واجبات مُحددة تقومين بها للمواجهة المتدرّجة والمنضبطة لهذه المواقف، تبدئين بالمواقف الصغيرة حتى يزول القلق، ثم بالمواقف الأصعب، ثم الأصعب، ثم الأصعب، هذا من ناحية الرهاب الاجتماعي.
من ناحية القلق النفسي أيضًا عليك بالاسترخاء، الاسترخاء العضلي، أو الاسترخاء عن طريق النفُّس، وهناك طبعًا أدوية، خاصة مضادات الاكتئاب من فصيلة الـ (SSRIS) التي تقوم بزيادة مادة السيروتونين في الدماغ، وأُفضِّل وأرشِّح دواء الـ (سيرترالين) والذي يعرف تجاريًا باسم (زولفت) خمسين مليجرامًا، تبدئين بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم حبة كاملة، وسوف يبدأ في المفعول بعد أسبوعين، و-إن شاء الله- تزول الأعراض في خلال شهر إلى شهرين، ولكن حتى بعد زوال الأعراض عليك بالاستمرار في تناول الدواء لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعدها تبدئين بخفض الدواء، ربع الجرعة كل أسبوع، أي تحتاجين إلى شهرٍ كامل للتخلص منه نهائيًا، وبعد مرور شهرين إذا كانت جرعة الخمسين مليجرامًا – الجرعة الأولى – غير كافية، بمعنى أنه قد زالت بعض الأعراض، ولكن ما زالت هناك أعراض، فيمكنك رفع الجرعة إلى خمسة وسبعين مليجرامًا بعد أسبوعين، ثم إلى مائة مليجرام – حبتين – بعد أسبوعين آخرين، وأيضًا تستمرين في تناوله لمدة ستة أشهر حتى بعد التحسُّن، وتخفّضين الجرعة بنفس الطريقة، أي خفض ربع الجرعة كل أسبوع.
وفقك الله وسدد خطاك.