يراودني الشعور بالرياء عند عمل الخير، فأشعر بأنني سيئة
2016-12-12 01:24:11 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري 23 سنة، أعاني من صراع كبير بداخلي عند فعل الخير والشر، حيث أنني أحب فعل الخير دائما، ومساعدة من يحتاج إليه، وأشعر بفرحة عندما أنوي فعله، ولكنني أشعر بقبضة في قلبي، ويلازمني خوف شديد عند فعله، ويسألني شيء بداخلي: هل تقومين بفعل الخير لأنك تحبين فعله، أم لتظهريه لنفسك، وأمام الناس؟
أحياناً أبكي على هذا التفكير، وأشعر بأنني سيئة جدا، وأشعر أيضا بالخوف من ذاتي، وأصاب برعشة في يدي، وعندما أقوم بشيء سيء لا أستطيع مسامحة ذاتي، ولا أستطيع النوم من العذاب الذي يلازمني في ذلك الوقت، ثم بعد فترة أشعر بالهدوء، وأعرف بأنني لست سيئة.
هكذا حالي بشكل دائم، لا أستطيع تجاهل كل ما يحدث لي، تعبت من وضعي، ولا أعلم ماذا أفعل، هل أنا سيئة، أم لا؟
أفيدوني، وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنين حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فحبك لفعل الخير، ومساعدة المحتاجين لذلك، وفرحتك عندما تنوين فعل الخير دليل على إيمانك -إن شاء الله-، فخير الناس أنفعهم للناس، ولا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه من الخير.
ينبغي أن تجاهدي نفسك، وتخلصي نيتك لله في فعل هذا العمل الجليل لكي تؤجري عليه، فإنك إن جاهدت نفسك وفقك الله، كما قال سبحانه: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)، ولا تلتفتي لمدح الناس أو ثنائهم على فعلك، حتى ولو أثنوا عليك فلا تعيري كلامهم أي اهتمام، واجعلي مدح الناس وقدحهم سواء، ولا تصغي لوساوس الشيطان الذي يريد أن يثبطك عن فعل الخير، فما تجدينه بداخلك من كلام: (هل ما تقومين به من فعل الخير لأنك تحبين فعله، أم لأنك تريدين أن تظهري لنفسك ولغيرك أنك تحبين الخير؟) هو من وساوسه، فامض قدما، وقدمي الخير مع مجاهدة نفسك، بالإخلاص والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.
حين تفعلي الأمر السيء تقوم نفسك اللوامة بلومك على فعله، ولذلك لا تستطيعين مسامحة نفسك، ولا تنامين، ولكن سرعان ما تتغلب عليك نفسك الأمارة بالسوء والشيطان الرجيم، فيزينان لك أنك لست سيئة، وقارني بين الأمرين، كيف أن الشيطان الرجيم يحاول أن يثنيك عن فعل الخير، وكيف يبرر لك أنك لست سيئة في حال فعل الأمر السيء.
أنت بحاجة إلى تقوية إيمانك بالله تعالى، وأن تحافظي على أذكار اليوم والليلة، وتكثري من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم كلما جاء إليك بوساوسه وخواطره، وتضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وسليه أن يرزقك الإخلاص في القول والعمل، وأن يصرف عنك وساوس الشيطان وخواطره.
أسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.