ألم الرأس والأرق الدائم يلازمانني أينما ذهبت، أرجو النصح!
2016-12-27 01:01:09 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري 49 سنة، غير متزوج، وعاطل عن العمل منذ سنتين، أعاني منذ 10 سنوات من ألم في الرأس، وصداع نصفي، وألم حاد في العينين، ولا أكاد أرى ضوء الشمس، أو ضوء التلفاز، وألم في القفص الصدري، وضيق في التنفس، والقولون العصبي، ذهبت للطبيب لعمل فحوصات للرأس، وقمت بإجراء تحاليل للغدة الدرقية، وفقر الدم، وأجريت جميع الفحوصات، وكانت نتائجها طبيعة -ولله الحمد-.
لكن مشكلتي ما زالت مستمرة ليومنا هذا، مع العلم أني ذهبت للطب النفسي، وأخذت مهدئات للأعصاب، وأدوية: نورداز، زيبام، وأدوية للانهيار العصبي المعروفة : فليوكسيت، ديفاريس، أنافرانيل، ديروكسات، وغيرها الكثير، لكنني لم أحتمل شربها لأنها سببت لي أعراضاً أخرى.
مشكلتي مرتبطة بالخوف والهلع والوسواس القهري، فأذهب للطبيب مرتين في الشهر دون جدوى، ويلازمني الصداع باستمرار، مع الأرق الشديد، فلا أستطيع النوم، وأفقد الثقة بنفسي، قمت بالعلاج بالرقية الشرعية، والحجامة، وما زال الأمر كما هو عليه، ولا أشعر بالراحة النفسية، أو السِلم الداخلي، وأحيانا تأتيني أفكار غريبة، كأن أضرب نفسي بسكين، أو أي شيء لأذية ذاتي، ولا أستطيع رؤية حالتي وهي تزداد سوءً، أعاني من الفراغ، ودائم التفكير بألم الرأس لدرجة البكاء، ليس لدي الرغبة في الأكل ولا في التكلم مع الناس، مع العلم أنني أصلي الصلوات الخمس، أشعر أنني ولدت في هذا العالم للمرض فقط، لا أعرف الفرح، ولا معنى الطمأنينة والراحة النفسية.
أسافر، وأحاول الخروج من حالتي الصعبة هذه، ولكن ألم الرأس، والأرق الدائم يلازمانني أينما ذهبت، حتى القرآن الكريم أصبحت لا أنصت له، وأخاف كثيراً أثناء قيادة السيارة، ولا أقوى على مشاهدة القتل وما شابه ذلك، فأرجو منكم النصح والمشورة لحل مشكلتي.
جزاكم لله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ fattah حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، لا شك أن التعايش لمدة 10 سنوات مع ألم الرأس، والصداع النصفي ليس بالأمر السهل، وتولد لديك قلق واكتئاب نفسي في ذات الوقت، والمشكلة الرئيسية الأخرى، هي أنك لا تعمل، ولست متزوجا، -مع احترامي الشديد لخصوصياتك-، لا شك أن العمل يعتبر قيمة عظيمة في حياة الإنسان، العمل يؤدي إلى صرف الانتباه من الأعراض النفسية كالقلق والاكتئاب، والتوترات والمخاوف والوسوسة، العمل يطور مهارات الإنسان، ويساعدك على بناء نسيج اجتماعي ممتاز، ويجعلك تحس بقيمتك، وذلك بجانب فوائده الأخرى.
فيا -أخي الكريم- الذي أراه أنه من الضروري جداً أن تبحث عن أي عمل، ولا تيأس، ولا تتوقف أبداً عن هذا البحث، حتى تجد ضالتك -إن شاء الله تعالى-، بالنسبة لوضعك الاجتماعي أيضاً، من المهم جداً أن تكثر من التواصل الاجتماعي، أنت رجل مصلٍ بفضل الله تعالى، ومن خلال الصلاة مع الجماعة في المسجد تستطيع أن تبني شبكة اجتماعية متميزة، فاحرص على هذا، والصداع النصفي كان من المفترض أن تذهب إلى طبيب مختص في الأعصاب؛ ليقوم بإعطاءك العلاج الصحيح لذلك، أنا في الطب النفسي أيضاً أعالج هذه الحالات، لكن دائماً من الأفضل أن يقوم طبيب الأعصاب بعلاجها.
بالنسبة للعلاجات الدوائية، أنا أرى أنك سوف تستفيد كثيراً من دواء قديم وبسيط يعرف باسم تربتازول، واسمه العلمي أيمتربتالين، ويوجد دواء أحدث منه يعرف باسم ميرتازبين، واسمه التجاري ريمانون، وربما تجد في المغرب تحت مسمى تجاري آخر، أنا أفضل أن تبدأ باستعمال الميرتازبين بجرعة نصف حبة، أي 15 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، وهذه يجب أن تستمر عليها لمدة 6 أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة 6 أشهر أخرى، ثم نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
وأريدك أن تضيف له دواء آخر ممتاز يعرف باسم دوجماتيل، واسمه العلمي سلبرايد، الجرعة المطلوبة في حالتك هي 50 مليجرام صباحاً ومساء لمدة شهرين، ثم 50 مليجرام صباحاً لمدة شهرين آخرين، ثم تتوقف عن تناول هذا الدواء، لكن تستمر في الميرتازبين حسب الكيفية التي ذكرتها لك، هذه أدوية سليمة وممتازة، وسوف تفيدك كثيراً -إن شاء الله تعالى-، فيما يتعلق في علاج الاكتئاب والقلق، والتوترات وتحسين النوم بصورة ملحوظة، إذا لم تتمكن من الذهاب إلى طبيب الأعصاب، فهناك عقار إندرال والذي يسمى بروبراننون، هو دواء ممتاز للوقاية من الصداع النصفي، والجرعة التي ننصح بها هي 20 مليجرام صباحاً ومساءً، لكن أريدك أن تستشير طبيب الأعصاب.
الرياضة سوف تفيدك أيضاً، فاحرص على ممارستها، ممارسة تمارين الاسترخائية أعتبرها مهم جداً، بالنسبة للأطعمة لا تكثر من أكل الأجبان والشيكولاتة، ولا تكثر من تناول الكافيين، هذه كثيراً ما تثير الصداع النصفي، وتجنب الإجهاد النفسي والجسدي بقدر المستطاع، هذا هو الذي أود أن أنصحك به.
بارك الله فيك وجزاك خيراً، وبالله التوفيق والسداد.