بسبب بخل أبي وجفاء أمي صارت حياتي تعيسة، فما الحل؟
2017-01-05 02:28:55 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا طالبة جامعية، يصرف لي 850 ريالا شهريا، أدفع تكاليف المواصلات 500 ريالا، وما يتبقى مصروفات.
مشكلتي أن والدي يدعي أنه لا يملك مالا، والثلاجة في البيت فارغة دائما، ووالدتي تتخاصم معه باستمرار بسبب قلة المال والأكل، وأنا لا أستطيع فعل شيء لأني أذهب للجامعة، وهذه المشاكل تجعلني أتطاول بالكلام على أمي، علما أنها تملك المال، وتتسوق دائما، وتهيننا أمام جدتي وخالاتي، وتخرج في الإجازة الأسبوعية مع أبي، وأبقى وحدي في البيت.
نفسيتي تعبت من كل هذه المشاكل، ومستواي الدراسي تدنى بسببها، وقد لاحظت المعلمات هذا الشيء، صرت أبكي في غرفتي من الهم والغم والضيق، وأتناول المنوم حتى أنام، وأدعو على نفسي بالموت حتى أرتاح، ولا أعرف إن كان هذا ابتلاء من الله أم عقابا، هل هناك دعاء ينفعني في هذه الحالة؟
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أثير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك على التواصل مع موقع الشبكة الإسلامية، ونسأل الله أن يصلح شأنك، وأن يفرج همك، وأما الجواب على ما ذكرت، فأقول:
بداية عليك أن تحمدي الله تعالى على أنك أحسن حالا من غيرك، فإن لديك مكافأة مالية تستطيعين بها أن تكملي دراستك، وهذه قد لا تتوفر للكثير من الطالبات، وأرجو أن تقدري ظروف الوالدين، فأنت تقولين أن الوالد يقول ليس لديه مال، وأن الثلاجة في البيت دائما فارغة، فأرجو أن تصبري، فإن الوالدين لو كان لديهما مالا فهم لا يقصرون معك، بل يمكن أن ينفقوا عليك من غير طلب، كما أنصحك أن لا تحاولي القسوة على نفسك بالهم والغم، حتى وصلت إلى أنك تستعملين حبوبا منومة، أكثري من ذكر الله تعالى، وقراءة القرآن، وحافظي على الصلاة، والله لطيف بعباده سيفرج عنك إذا قويت الصلة به.
واعلمي أنه إذا كان لديك حاجة إلى المال من أجل الدراسة، فيمكنك تقترضين من بعض الأقارب، وعندما تحصلين على وظيفة تقضين ما عليك من دين.
وأرجو أن تساعدي والديك وأن تسعي في حل الخلافات بينهما، لا أن تزيدي الطين بلة بما أنت عليه من قلق واضطراب، فإن هذا سيحزن الوالدين ويزيد من الخلافات بينهما، وآمل أن تكوني جزءًا من الحل لا جزءًا من المشكلة.
تفاءلي ولا ينبغي أن تقولي أن أمورك عسيرة، بل يسيرة فحالك أحسن حالا من غيرك، لا تجعلي الهموم تفقدك التوازن، وتجعلك بهذا التشاؤم الذي يورث الإحباط والقنوط.
واعلمي أن ما يجري لك إنما هو ابتلاء من الله، وقد يكون عقوبة إذا كان هناك تقصيرا في طاعة الله تعالى، فالابتلاء يقابل بالصبر الجميل، والعقوبة ترفع بالقرب من الله بالطاعات والقربات وكثرة الاستغفار والذكر، وإعانة الآخرين، وخاصة الوالدين حفظهما الله.
أما الدعاء لمن يكون في نفس حالتك فقد ورد في السنة أدعية كثيرة بوب لها أهل العلم بأدعية الكرب، ومنها الإكثار من قول: لا حول ولا قوة الا بالله، وقول: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، من قالها سبعا حين يصبح وحين يمسي إلا كفاه الله هم الدنيا والآخرة.
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ألا أخبركم بشيء إذا نزل برجل منكم كرب أو بلاء من أمر الدنيا دعا به ففرج عنه؟ دعاء ذي النون: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين» رواه الحاكم وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (2605)، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا أصاب أحدكم هم أو لأواء فليقل: الله الله ربي لا أشرك به شيئا» رواه الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 348،
وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو عند الكرب: « لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب الأرض ورب العرش الكريم» متفق عليه.
وفقك الله لمرضاته.