الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عالية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله لك التوفيق والسداد وإن شاء الله تعالى نراك طبيبة متميزة.
أنت لست مريضة قطعاً لديك شيء من أعراض قلق المخاوف، كما تفضلتِ يظهر أن شخصيتكِ قلقة بعض الشيء، وهنالك التعلق بأسرتك وذويك، وهذا شيء محمود ولا نعتبره أبداً أمراً مذموماً، أنا أعتقد أن المرحلة التي تمرين بها هي مرحلة عابرة؛ فدراسة الطب دراسة ضاغطة وأنت -الحمد لله- تعالى الآن في السنة الرابعة وتخطيت مراحل كثيرة جداً، والقلق لديك أصبح متمركزاً حول الدراسة وحول الأسرة، وهذا جعلك مخاوفك تظهر أكثر على السطح؛ مما أدى إلى شيء من عسر المزاج لديك ولا أريد أن أسميه اكتئاباً أبداً.
أيتها الفاضلة الكريمة، أنت محتاجة لشيء من تنظيم الوقت، وأفضل وسيلة تنظمين بها وقتك هي الحفاظ على الصلاة في وقتها، وتتخذين الصلوات ركائز وأعمدة، ماذا أعمل بعد الصلاة؟ ماذا أعمل قبل الصلاة؟ وهكذا، هذا منهجك، هذا مبدأ عظيم، اعزمي وصممي وأصري أن تؤدي صلاتك في وقتها ولا تتركي للشيطان ثغرة، وأنت -الحمد لله- طيبة وحساسة، وأنا متأكد أن تراخيك في أمر الصلاة يشعرك بالذنب، وهذا سوف يزيد من قلقك وتوترك ومخاوفك، والالتزام بالصلاة سوف يعلمك الخوف الشرعي من الموت وليس الخوف المرضي كما في حالتك، والخوف الشرعي هو اليقين بأن الموت لابد منه، وأنه آت، وعلينا أن نعمل لما بعده من حياة، وأن العبد يجب أن يفهم أن ما عند الله خير له، هذا لا يعني أبداً أن نتقاعس على العكس نعيش الدنيا بقوة ونستمتع بكل جمالها ونسعى للآخرة، ونعمل من خلال الدنيا لآخرتنا.
أيتها الفاضلة الكريمة الدعاء وخاصة أذكار الصباح والمساء تبعث طمأنينة عظيمة جداً في المخ فأنا أوصيك بها، ومارسي شيئاً من الرياضة -أي نوع من الرياضة ستكون مفيدة جداً لك- وتمارين الاسترخاء أيضاً تمارين جيدة، وتمارين التنفس التدرجي، وقبض العضلات وشدها..؛ هذه تمارين عظيمة مفيدة ركزي عليها، وإسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم
2136015 أرجو أن ترجعي لهذه الاستشارة وتطلعي على ما بها من استرشاد وتطبقيه.
النوم الليلي المبكر، مع تنظيم الوقت، وممارسة الرياضة، والغذاء المرتب؛ هذا إن شاء الله تعالى يزيل عنك الخمول والكسل، أما التأجيل فهذا أمر مرفوض.
حسني إدارة الوقت من خلال أن تكتبي برنامجا يومياً، حتى الصلوات اكتبيها في هذا البرنامج، والتزمي به، وعاهدي نفسك الالتزام به -وإن شاء الله تعالى- سوف تجدين أن أمورك قد أصبحت أكثر وأكثر، وأصبحت أفضل، وإن شاء الله تعالى أحد المشايخ سوف يحدثك أيضاً في موضوع التراخي عن الصلاة وخطورته.
أنت لست في حاجة لأي علاج دوائي. بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.
------------------
انتهت إجابة د/ محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
وتليها إجابة د/ حسن شبالة مستشار العلاقات الأسرية والتربوية.
------------------
الصلاة نور للعبد في الدنيا، ونور في قبره، ونور في المحشر، ونور على الصراط، وتركها أو التكاسل عنها يذهب أو يضعف هذا النور، ويعيش الإنسان في ظلام، قال تعالى: (ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور).
وقد ورد في فضلها عدة أحادث منها:
(الصلاة عمود الدين)، وحديث (العهد بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، وحديث (أول ما يحاسب عليه العبد في قبره الصلاة)، وغيرها من الأحاديث التي تدل على أهمية الصلاة في الإسلام.
فإهمال الصلاة والتهاون فيها منكر عظيم يجب عليك التوبة منه، والاستغفار، والعزم على عدم العودة إليه، والندم على ما فاتك من صلاة، فعليك المحافظة على الفرائض، والإكثار من النوافل حتى يغفر الله لك ما سلف من إهمال وتقصير، واعلمي أن الضنك والقلق أثر من آثار الأعراض عن طاعة الله سبحانه قال تعالى: ﴿وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى﴾ [طه: ١٢٤].
والقلوب لا تطمئن إلا بذكر الله سبحانه والاستقامة على دينه، قال سبحانه: ﴿الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّهِ أَلا بِذِكرِ اللَّهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ﴾.[الرعد: ٢٨].
فعليك بكثرة الذكر والتسبيح، وقراءة القرآن، وفعل الخيرات من صدقة وإحسان للفقراء، وحسن ظن بالله والتوكل عليه، وستجدين بإذن الله طعم السعادة والاطمئنان.
واعتني بالاستعداد للصلاة بفكر غير مشغول، وتطهر كامل، ومحافظة على السنن الرواتب؛ حتى تتهيأ نفسك للصلاة وتخشعين فيها؛ فإن العناية بأمر الصلاة، والاهتمام بها، وتفريغ الذهن من الشواغل، واستحضار عظمة الرب سبحانه في النفس أثناء الوقوف بين بديه للصلاة من أعظم أسباب الخشوع فيها.
وفقك الله سبحانه لما يحب ويرضى