الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا شك أن الاكتئاب النفسي الحقيقي لا يؤدي إلى زيادة في الفاعلية الإنسان، على العكس تماماً يؤدي إلى هبوط في رغبات الإنسان في مهاراته وفي أدائه، والذي تتحدثين عنه ربما يكون نوعاً من تقلب المزاج الذي يأتيك، وحين تكونين في مرحلة انشراح أو ابتهاج نسبي لا تكترثين كثيراً لأن تكوني إنسانة فاعلة، وحين يكون مزاجك في جانب الانقباض الجزئي البسيط وليس الاكتئاب تكونين منتجة، وتكونين فاعلة، وتأخذين الأمور بجدية أكثر، لأنه لا توجد أشياء تصرف انتباهك.
أعتقد أن هذا هو الأقرب للتفسير العلمي لحالتك، أما الاكتئاب فلا علاقة له أبداً بالإنتاج أو الفاعلية، الاكتئاب مرض كريه، مرض سيء، يجب أن يعالج إن وجد.
أنا أريدك حقيقة أن تفكري بصورة إيجابية حول هذا الذي يحدث، وتحاولين أنت أن تنقي الشوائب النفسية السلبية.
أنت ذكرت أنك أصبحت كثيرة الشجار، هذا لا يجوز، هذا أمر ليس طيب، لا تقبلي أي تصرف، لا تقبلي أي فكرة، لا تقبلي أي شعور، كوني إنسانة يقظة وصاحبة مقدرة على قبول ما هو حسن، ورفض ما هو سيء.
وأنت والحمد لله تعالى كاملة البصيرة، ومرتبطة بالواقع، فلماذا كل هذا؟ وربما يكون لديك عدم استقرار أيضاً في البناء النفسي لشخصيتك، لكن هذا إن شاء الله تعالى يتطور تدريجياً.
طبعا أمر مؤسف أنك فقدت فرصة في تعليم جيد، لكن -إن شاء الله تعالى- يحمل لك المستقبل ما هو أطيب، ابحثي عن وسائل تعليمية عن طريق كورسات أو شيء من هذا القبيل، قومي مثلاً ببرنامج لحفظ القرآن الكريم، اذهبي إلى مراكز التحفيظ، انخرطي في أي جمعية نسائية ثقافية أو اجتماعية أو خيرية أو دعوية، هذا كله يجعل طاقتك تتوجه التوجه الإيجابي السليم.
وأريدك أيضاً أن تقرئي بعض الكتب المفيدة، كتبا عن الذكاء الوجداني، أعتقد أنها سوف تجعلك أكثر إيجابية في توجهاتك الفكرية، وكذلك التعامل مع الآخرين، اقرئي كتبا عن التنمية البشرية، هنالك كتب أيضاً عن كيفية التعامل مع الذات هذه كلها إن شاء الله تفيدك، وكتاب الشيخ الدكتور عائض القرني (لا تحزن) أنا أراه كتاب جيد ومفيد جداً، ومنهجه الإسلامي سلس، وإدخاله للكثير من الفنيات السلوكية أعتقد أنه مفيد للناس.
وللفائدة راجعي العلاج السلوكي للاكتئاب: (
237889 -
241190 -
262031 -
265121).
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.